الفرنسيون يبكرون بشراء هدايا أعياد الميلاد.. وثلثهم يختارها عبر «الإنترنت»

«بابا نويل» شحيح في ألمانيا وكثير الأريحية في آيرلندا

الزينة على أحد المتاجر الباريسية الكبرى
TT

على الرغم من الأزمة الاقتصادية المتطاولة، يخصص 78 في المائة من الفرنسيين ميزانية محددة لنفقات عيدي الميلاد «الكريسماس» ورأس السنة، تشمل الهدايا والنزهات وتحضير مائدة العيد. وحسب استطلاع للرأي، فإن معدل ما ينفقه الفرنسي في فترة العيدين يبلغ 639 يورو، أي بزيادة بسيطة عما أنفقه في العام الماضي.

وحسب تقرير لشركة «ديلويت توش»، التي تنجز أبحاثا سنوية عن اتجاهات الاستهلاك في 19 دولة أوروبية، فإن الفرنسي هو وحده الذي يخصص للميلاد ورأس السنة مبلغا متصاعدا، في حين تتراجع نفقات هذه المناسبة في دول أوروبية أخرى. ويضيف التقرير أن المستهلك الفرنسي ما زال يشعر بالقلق بشكل أقل مما كان عليه في العام الماضي، وخصوصا الرجال، الأمر الذي يجعل منهم هدفا للحملات الترويجية الكثيرة التي تنظمها المتاجر الكبرى والمخازن الصغيرة على حد سواء.

ولكي لا تفوتهم البضائع ذات السعر المغري، يحرص 3 فرنسيين من كل 4 على شراء هدايا العيد منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ومطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تفاديا للزحام الذي تعرفه المتاجر ومراكز التسوق في الأيام التي تسبق الأعياد، ثم إن التبكير يسمح بفسحة للتدقيق في الأسعار والمقارنة بينها. وبعدما كان الزبائن يقصدون الدكاكين الصغيرة والأنيقة في حي «مونبارناس» ومحيط جادة «سان جيرمان» لاختيار هدايا العائلة والأصدقاء، فإن نسبة كبيرة من الفرنسيين نقلت اهتمامها إلى المتاجر الاستهلاكية الكبرى، مثل «كارفور» و«لوكلير»، نظرا لأسعارها التنافسية. كذلك تغيّرت عادات الإنفاق من الميل إلى العلامات الفاخرة في «الشوكولاته» و«كبد الإوز» (الفواغرا)، لصالح الأطعمة والمشروبات التي تعرضها المسطّحات التسويقية الكبيرة «الهيبرماركت»، كسمك السلمون المستورد من النوعية الثانية وقوالب الحلوى المتشابهة التي تخبز آليا، بملايين النسخ. والأمر نفسه مع ألعاب الأطفال وأقراص الموسيقى والأفلام وحتى الكتب والثياب ومستلزمات الرياضة.

إلا أن أريحية الفرنسيين خلال الأعياد لا تعني أن المتاجر تتوقع استقبال آلاف إضافية من الزبائن. فالأرقام تؤكد أن ثلث الفرنسيين يختار هداياه عبر «الإنترنت»، وإذا كانت المخازن تسمح بإعادة البضاعة أو استبدالها فإن «الإنترنت» يسمح بمزيد من الخيارات، ويتيح الاطلاع على آراء مستهلكين سابقين.

التقرير يشير إلى أن الألمان هم من بين أقل شعوب أُوروبا الغربية إنفاقا في عيدي الميلاد ورأس السنة، حيث يخصص الألماني 485 يورو للمناسبة، أما الآيرلنديون فهم الأعلى إنفاقا، حيث يخصص الآيرلندي ما معدله 967 يورو لها.