موسم هجرة العجزة الألمان إلى شرق أوروبا

بسبب ارتفاع تكاليف العناية بهم في بلادهم

TT

يقدر أن في ألمانيا اليوم 2.4 مليون إنسان مسن بحاجة إلى الرعاية في بيوت العجزة، ومن المنتظر أن يقفز هذا الرقم إلى 4.7 مليون إنسان عام 2050، وسيكون حينها ألماني واحد من أصل 15 بحاجة إلى هذه الدور.

ولكن لا حاجة إلى أن ينتظر المرء 40 سنة كي يشهد تحول بلد «الرفاهية الناعمة» ألمانيا إلى بلد عجزة وفقراء، ذلك أن المؤشرات على إملاق فئة المسنين والمتقاعدين ظهرت منذ الآن، حسب رأي أولريكه ماشر، رئيسة اتحاد الرعاية الاجتماعية الاتحادي.. فقد ذكرت ماشر، تعليقا على ازدياد ظاهرة هجرة المتقاعدين إلى شرق أوروبا، أن «مخاطر انزلاق المتقاعدين والعجزة تحت خط الفقر واردة منذ الآن، وتلعب عوامل ارتفاع الأسعار والتضخم والأزمة المالية دورها في انحدار مستوى المتقاعدين وكبيري السن».

والواقع أن المتقاعدين الألمان يوجهون بوصلة هجرتهم إلى بلدان أوروبا الشرقية «الفقيرة»، وإلى بلدان آسيا وأفريقيا الفقيرة، بغية الحصول على رعاية اجتماعية تتناسب مع مداخيلهم الضعيفة. وفي حين ترتفع كلفة رعاية المسن في ألمانيا إلى 2900 يورو، تنخفض كلفة الرعاية في الجمهورية التشيكية وسلوفاكيا والمجر إلى 800 يورو شهريا.

وهناك اليوم دار لرعاية المسنين والمعانين من ألزهايمر في تايلاند تتخصص في استقبال العجزة والمسنين من ألمانيا وسويسرا. ولا تكلف الإقامة والرعاية في تايلاند سوى نصف الكلفة الموازية في ألمانيا، ثم إن هناك 30 موظفا صحيا وعاملا في خدمة كل 10 مسنين، وهي نسبة لا توفرها أي دار رعاية في ألمانيا.. بل إنه من المتوقع أن يرتفع عدد هذه الدور المتخصصة في تايلاند بسرعة.

بعض المسنين الألمان، مثل راينر فيرتز، الذي يعاني من الشلل إثر سكتة دماغية، يعيش اليوم في دار لرعاية المسنين في أوغندا مقابل 400 يورو في الشهر. وتقول ابنته ليلو فيرتز إن رعاية والدها تكلف 4000 يورو شهريا في ألمانيا، وهو ما لا يستطيع الرجل تحمله بتقاعد شهري لا يزيد على 1200 يورو. لكن المقلق في القضية، حسب رأي ماشر، أن معظم العاملين في دور رعاية المسنين والعجزة في أوروبا الشرقية لا يتكلمون الألمانية، وبالتالي يضطر من يختار الانتقال لهذه الدول إلى أن يعيش بعيدا عن وطنه وأهله، وبمعزل عن دائرة أصدقائه وزواره، وكل ذلك لعجزه عن تمويل «أرذل العمر».