النمسا: صفحات التواصل الاجتماعي تتراجع أمام جدية الامتحانات

بعدما وعدهم معلمهم بإعفائهم منها إذا جمع كل منهم 10 آلاف صديق إلكتروني

حتى ملكة بريطانيا.. ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي
TT

يعرف القاصي والداني هذه الأيام أن صفحات التواصل الاجتماعي باتت تتمتع بقوة وأهمية كبيرتين بالنظر لقدرتها على توصيل الأفكار وتبادلها إلى أبعد مدى، وهو ما يدفع قادة دول العالم، بمن فيهم ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية، الملتزمة بالتقاليد، إلى التعامل معها بصورة عادية. لكن، على ما يبدو، فإن النجاح فيها لا ولن يحل محل النجاح في «الامتحان النهائي» لفصل دراسي، حتى لو كان فصل دراسة سياحية تعتمد بقوة على التواصل مع العملاء ونشر أفكارها وإعلاناتها إلكترونيا.

هكذا قررت إدارة مدرسة «بلودنز» السياحية بمدينة بلودنز الجبلية الجميلة، الواقعة بإقليم فورارلبرغ في أقصى غرب النمسا، عندما ألزمت المعلم برنهارد كولستر بتحضير امتحان بمناسبة نهاية العام الدراسي يجلس له كل طلاب فصله باعتبار أن الامتحان النهائي التقليدي جزء مكمل للمنهاج الدراسي ولا بديل عنه.

تعود تفاصيل القضية إلى أن كولستر كان قد أبلغ طلابه من قبل بأنهم لن يخضعوا للامتحان النهائي لسنتهم الدراسية في حال نجحوا في الحصول على 10 ألف معجب لصفحاتهم على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي. وهذا الوعد دفع الطلاب للاجتهاد في إخراج صفحاتهم وتنويعها وتجديدها وتوضيبها بمهارة فائقة، وفي غضون 3 أيام حصلوا على الرقم المطلوب وكانت لهم آلاف الـ«لايك» بل و«لايك» جدا.

غير أن وعود المعلّم لم تلزم إدارة المدرسة. وبالتالي، أمام إصرار الإدارة اضطر كولستر لإعداد الأسئلة لامتحان بالطريقة التقليدية المعهودة، حيث توجب على الطلاب الجلوس في قاعة الامتحانات والإجابة عن الأسئلة المكتوبة كما يحدث في أي امتحان عادي.

ثم إن ما زاد ما الطين بلة أنه صدرت عن المعلم تصريحات قال فيها إنه لم يكن جادا، بل إنه عندما تحدث إليهم واعدا كان يمزح معهم على أمل أن يجتهدوا حتى يثبتوا نجاحهم في التواصل الإلكتروني باعتباره جزءا مهما وأساسيا في مجال عملهم المستقبلي. ولم تخفف عن الطلاب إشادة معلمهم بما فعلوه والنجاح الذي أصابوه في ترويج صفحاتهم وتسويقها، وتعهده بأنه سيحاول أن يكون الامتحان أقصر ما يمكن.