يتلقى المشردون الذين لا يملكون سقفا يأويهم في العاصمة الفرنسية، هدية فريدة من نوعها بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، تتمثل في 1000 جهاز راديو يوزع عليهم خلال الأيام المقبلة. والهدف المعلن من العملية التي حملت اسم «تضامن ليلة الميلاد»، هو كسر العزلة ومنح المشردين فرصة للتعرف على الأخبار وسماع البرامج الثقافية والترفيهية.
يشرف على توزيع الهدايا متطوعون من جمعية «أطفال القناة» ورفاقهم، وهي الجمعية التي تنشط في أوساط المشردين وعرفت بهذا الاسم بعد أن كان أعضاؤها قد وزعوا مئات الخيام الصغيرة على المحرومين من أماكن السكن الذين شكلوا، في الشتاء الماضي، مخيما على امتداد قناة «سان مارتان» في باريس. كما تمتلك الجمعية حافلة من طابقين مزودة بمستلزمات الإسعاف والنظافة وبالكتب وبعض ألعاب التسلية، تطوف على مناطق تجمع المشردين للتخفيف عنهم وتلبية الممكن من احتياجاتهم. وقد مولت «مؤسسة فرنسا» القسم الأكبر من حملة «تضامن ليلة الميلاد» بفضل التبرعات التي تجمع من الأهالي في مواسم الصقيع. وحسب بيان لكريستوف لوي، مدير الجمعية، فإن هذه الهدايا تأتي كمحاولة لتذكير الباريسيين الذين يقيمون في شقق ومنازل جيدة التدفئة بأن هناك 1000 محتاج ينام على أرصفة مدينتهم وفي حدائقها وتحت جسورها. ويضيف البيان أن عزلة المشردين تصبح أكثر قسوة في فترات الأعياد التي يجتمع فيها شمل العائلات، عادة.
وجاءت فكرة المذياع من رغبات المشردين أنفسهم التي نقلوها لفرق الجمعية التي تطوف عليهم لتوزيع الثياب والبطانيات والشاي والقهوة. وتعمل الأجهزة بالطاقة الشمسية أو عبر مصدر عمومي للكهرباء، وهي مزودة بمصابيح تسمح بشيء من الإنارة.