صراع الجنسيات يشتعل بين باريس وبروكسل

البلجيكيون الحاصلون على الجنسية الفرنسية أكثر عددا

TT

ردت سلطات الهجرة في فرنسا على الجدل الدائر حول هروب مواطنيها الأثرياء إلى بلجيكا باعتبارها جنة ضريبية، بنشر إحصائية تثبت أن عدد مواطني بلجيكا الذين طلبوا الجنسية الفرنسية يزيد على أولئك الفرنسيين المهاجرين إلى الجارة الواقعة على الطرف الآخر من حدود البلاد الشرقية. وحسب أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي فإن باريس منحت 717 بلجيكيا الجنسية الفرنسية، في عام 2010، مقابل 420 فرنسيا فحسب نالوا الجنسية البلجيكية.

ويقطع قطار «تاليس» السريع المسافة بين العاصمتين باريس وبروكسل في ساعة ونيف. ورغم القرب الجغرافي فإن الآلاف من مواطني فرنسا يتقدمون بطلب الجنسية البلجيكية أو بالعكس، دون أن تستوقف الظاهرة أحدا لولا الضجة التي أثارتها، مؤخرا، رغبة عدد من رجال الأعمال والفنانين الفرنسيين بالتخلي عن جنسيتهم الأصلية للالتفاف على الضرائب الباهظة دون الابتعاد كثيرا عن الوطن الأم.

جاء في الإحصائية، أيضا، أن 512 بريطانيا تحولوا إلى الجنسية الفرنسية مقابل 182 فرنسيا نالوا الجنسية البريطانية خلال الفترة ذاتها. وتشمل الأرقام كل الفئات، سواء من تجنسوا بسبب الولادة أو الزواج أو بعد طلب تقدموا به للسلطات المختصة في أحد البلدين. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أوضح سيرج سلامة، مدرس القانون المدني في جامعة «إفري» الفرنسية، أن أعداد الرعايا الأوروبيين الذين يتقدمون بطلب للحصول على جنسية دولة أوروبية أخرى تعتبر ضئيلة لأنها تتعلق، عادة، بفرصة للعمل في وظيفة رسمية أو لنيل حق التصويت في الانتخابات. كما كشف أن سلطات باريس نددت، عام 2009، بشرعة أوروبية تعود لعام 1963 وتسمح بتعدد الجنسيات.

وفي ما يخص تسلم الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو للجنسية الروسية، مساء أول من أمس، من يد الرئيس فلاديمير بوتين، جاء في الإحصائية أن الفرنسيين يشكلون النسبة الكبرى بين الأوروبيين الحاصلين على الجنسية من موسكو. فقد بلغ عددهم 4503 متجنسين مقابل 4191 ألمانيا و1925 فنلنديا و1881 إيطاليا. لكن الإحصائية لم تُشِر إلى الحالات المعاكسة. ويذكر أن ديبارديو كان قد انتقل، الشهر الماضي، للسكن في بلدة نيشن البلجيكية القريبة من حدود فرنسا، تمهيدا للحصول على جنسية البلد. لكن الجنسية الروسية التي جاءته على طبق من ذهب أثارت حفيظة الصحافة والطبقة السياسية في بروكسل التي شككت في الرغبة الصادقة للنجم الفرنسي الشعبي في الانتماء إلى بلجيكا. كما أن التعامل مع الملف الذي تقدم به ديبارديو، كمواطن فرنسي يطلب الجنسيبة البلجيكية، لن يعامل بالسهولة نفسها بعد أن صار روسيا.