هدد مصريون بتدمير هرم «سنفرو» الفرعوني الذي يبلغ عمره آلاف السنين، احتجاجا على السلطات المحلية التي تسعى للحفاظ على المنطقة الأثرية، حيث قالت الحكومة إن بعض المواطنين يحاول بناء مقابر بجوار الهرم القريب أيضا من منطقة أهرامات الجيزة الواقعة جميعا في غرب القاهرة.
وخاطبت وزارة الآثار المصرية شرطة السياحة والآثار لتشديد إجراءاتها على هرم «سنفرو»» الأثري في مدينة دهشور بمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة)، وذلك لحمايته بعد تهديد أهالي المنطقة بتدميره حال منعهم من البناء على الأراضي التي قاموا بالتعدي عليها لبناء مقابر لموتاهم مؤخرا، وهي الأراضي الخاضعة للوزارة.
وقال وزير الدولة لشؤون الآثار، الدكتور محمد إبراهيم، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه «لن يسمح بأي حال بمخالفة القانون»، موضحا أن المواقع الأثرية يجب حمايتها من أي تهديد أو عبث، كما أن محاولات التعدي على الأراضي التابعة للوزارة تعد مخالفة لقانون حماية الآثار، الذي يجرم التعدي على المواقع الأثرية، والأراضي التابعة للوزارة.
وكان عدد من أهالي منطقة دهشور قد شرعوا قبل يومين في السيطرة تباعا على نحو 20 فدانا من أراضي الوزارة لبناء مقابر لرفات موتاهم، امتدادا لمقابرهم القائمة بالأساس، غير أنه لم تفلح جهود الوزارة في وقف هذا الاعتداء القريب من هرم «سنفرو» وأعرب الوزير إبراهيم عن أمله في أن يدرك أبناء المنطقة أهمية المواقع التاريخية، ويعملون على حمايتها، ودون المساس بهرم «سنفرو» أو غيره من آثار منطقة دهشور، التي تضم كثيرا من المقابر التاريخية. مستدركا أن «الوزارة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نزيف إهدار أراضيها، وأنها تقوم تباعا بتحرير محاضر في الشرطة ضد كل من يقوم بالتعدي على الأراضي الأثرية».
واللافت أنه مع تحرير محاضر يومية ضد المعتدين إلا أن ذلك لم يمنع من زحف الأهالي من تشييد مقابر لرفات موتاهم، مستخدمين المعدات الثقيلة، في ظاهرة تعيد إلى الأجواء حالات الانفلات الأمني التي شهدتها معظم المواقع والأراضي الأثرية بعد الثورة، مما دفع الوزارة إلى الاستعانة بعناصر القوات المسلحة لإزالة هذه التعديات. وسط تأكيدات من مصادر بالوزارة بأنه لن تكون هناك ممانعة في تجديد مطالبة الجيش بالتدخل لوقف مثل هذه التعديات من جانب أهالي المنطقة.
يشار إلى أن منطقة «دهشور» تقع جنوب منطقة سقارة في محافظة الجيزة، وتضم خمسة أهرامات، منها اثنان للملك «سنفرو» والباقي لملوك الدولة الوسطى الفرعونية، كما تضم مقابر ترجع إلى عصور الدولتين القديمة والوسطى.