مستهلكون يروجون لشعار «صنع في الولايات المتحدة»

الشعار أصبح نافذة جديدة لمتاجر التجزئة مثل «وول مارت»

TT

يبدو المواطن الأميركي العادي على استعداد لدفع نسبة 60% إضافية مقابل الحصول على لعب أطفال خشبية مصنوعة في الولايات المتحدة، و30% إضافية مقابل هواتف جوالة مصنوعة في الولايات المتحدة، و19% إضافية مقابل مواقد غاز مصنوعة في الولايات المتحدة، كما جاء في استبيان قامت به «بوسطن كونسالتينغ غروب» - الشركة الأميركية للاستشارات التي تتخذ من بوسطن مقرا لها.

والآن، ترغب سلسلة متاجر «وول مارت» في الحصول على حصة من هذه الأرباح. وتعهدت سلسلة المتاجر العملاقة، التي منيت العام الماضي باحتجاجات عمالية وتحقيقات في رشى من دول أجنبية، بتصنيع منتجات تقدر قيمتها بخمسين مليار دولار في الولايات المتحدة على مدار العشرة أعوام المقبلة، بحسب راندي هارغروف، المتحدثة باسم «وول مارت»، في تصريحات أوردتها صحيفة «يو إس توداي».

وعلقت الصحيفة قائلة إن العمال الأميركيون هم من يقومون بتصنيع المنتجات في أميركا. ويقوم مصنعون وحرفيون صغار وتجار تجزئة بالترويج لشعار «صنع في الولايات المتحدة» لكسب ثقة العملاء بحسن نواياهم في ما يتعلق بدفع عجلة التوظيف داخل الولايات المتحدة، بحسب مارغريتا ميندوزا، مؤسسة حركة «صنع في أميركا»، وهي جماعة ضغط لصغار المصنعين. وليست «وول مارت» هي الشركة الوحيدة في هذا الصدد. إذ تقول ميندوزا: «إن كلا من (كاتربيلر) و(ثري إم) قد بذلتا جهودا بالمثل من أجل تصنيع المزيد من المنتجات داخل الولايات المتحدة.

«ليس من المهم ما إذا كانت هذه خدعة علاقات عامة أم لا. فسوف يتطلع المزيد من الأفراد إلى شعار (صنع في الولايات المتحدة الأميركية)، هكذا تتحدث، مضيفة أنه بالنظر إلى حجم «وول مارت»، فإن 5 مليارات دولار أميركي سنويا مجرد «مبلغ ضئيل جدا» بالنسبة لشركة تجزئة عملاقة وصل حجم مبيعاتها في عام 2012 إلى نحو 444 مليار دولار.

تبدو تلك الخطوة ناجحة؛ إذ يظهر ما يزيد على 80% من الأميركيين استعدادهم لدفع المزيد من الأموال مقابل شراء منتجات مصنوعة في الولايات المتحدة الأميركية، ويعزو 93% منهم السبب وراء ذلك إلى رغبتهم في الاحتفاظ بوظائف داخل الولايات المتحدة. وفي الفترات التي احتدمت فيها روح التحيز الحزبي، كان هذا واحدا من الموضوعات القليلة التي أجمع عليها كل من الديمقراطيين والجمهوريين.

ويقول كايل رانكورت إن شركة الأحذية أميركية الصنع خاصته «رانكورت آند كو» قد استغلت هذا الشعار بشكل هائل، مع تصاعد المخاوف بشأن الوظائف الأميركية حينما عصف الركود الاقتصادي بالبلاد عام 2009. غير أنه يشير إلى أن النوم يجافيه ليلا لقلقه من أن يكون شعار «صنع في الولايات المتحدة الأميركية» مجرد صيحة عابرة ليس إلا. ويقول رانكورت لصحيفة «يو إس توداي»: «من المحتوم أن الأوضاع سوف تتغير. لكنني ما زلت متمسكا بأمل أن تصبح هذه قيمة جوهرية في بلدنا».

وتقول ميندوزا: «إذا ما اتضح أن شراء المنتجات الأميركية مجرد صيحة عابرة، فستكون بلدنا في خطر». وتضيف: «إذا ما لم يفهموا العامل الاقتصادي، فنحن بحاجة إلى السعي لاستمالة عواطفهم. إن فكرة استحواذ دولة مثل الصين في حد ذاتها تبعث الرعب في النفوس».