عالم ألماني ينتج عطورا تعزز خيار الإنسان للجنس الآخر

اتضح من التجربة أن النساء اخترن الرائحة في الرجال المشابهة لعطور أجسادهن

البروفسور توماس بوم
TT

تبدو قصة الباحث الألماني توماس بوم مع عطر الجسد البشري مثل قصة القاتل في رواية «العطر» للكاتب الألماني باتريك زوزكند. لكن «جان باستيت»، في الرواية، كان يقتل البنات ويجمع عطور أجسادهن ليصنع منها عطرا فريدا يدوخ البشر، في حين أنتج بوم في المختبر عطرا يمكن أن يعين الجنسين على اختيار بعضهما البعض.

ويقول البروفسور توماس بوم، من معهد ماكس بلانك الألماني، إن العلم يعرف منذ زمن بعيد أن الحيوانات اللبونة تتجاذب مع بعضها بفعل الروائح، إلا أن العلماء يختلفون حول هذا الأمر عند الإنسان. لكنه سبق له في التسعينات من القرن العشرين أن أجرى تجربة، اختارت فيها النساء رجالهن من خلال شم قمصان الرجال الداخلية.

نشر بوم، وفريق عمله الألماني - السويدي، نتائج بحثه في مجلة «بروسيدنغ أوف ذي رويال سوسايتي ب»، وكتب أن التجربة أجريت على 30 امرأة متطوعة. وكان عليهن أن يخترن الرجل المناسب من خلال عطور أجساد رجالية تم تحضيرها مختبريا من عطر الأجساد. واتضح من التجربة أن النساء اخترن الرائحة المشابهة لعطور أجسادهن.

راقب العلماء نشاط الدماغ مجهريا أثناء عملية الشم والاختيار، وتوصلوا أيضا إلى نتائج مماثلة، تكشف عن أن عطر الجسد يلعب دورا مهما في الخيار الجنسي. وتم تحضير العطور الجسدية مختبريا من خلال عزل بروتين معين (بيبتيد) المسؤول عن رائحة جسد كل إنسان.

وذكر بوم أنه يستطيع الآن إنتاج عطور قادرة على تقوية العطر الجسدي للإنسان، وبالتالي تسهيل المهمة على الجنسين في الاختيار. وهو اتجاه «طبيعي» ينسجم مع نوايا الاتحاد الأوروبي الذي يتجه إلى منع المواد الاصطناعية الإضافية في العطور، وخصوصا التي تسبب الحساسية منها. وأكد مانفريد ميلينسكي، المشرف على التجربة، أن النتائج إيجابية حتى الآن، لكنه أشار إلى عدم وجود خطط اقتصادية لإنتاج عطور الجسد.

إنتاج العطور التي تقوي رائحة جسد الإنسان لا تعني التخلي تدريجيا عن العطور الاصطناعية فحسب، وإنما تعني أيضا أن الأنف سيعشق قبل العين «دائما».