فنانة لبنانية تثير خلافات بين السلفيين والإخوان بمصر

دوللي شاهين غنت ورقصت في حفل شارك في رعايته إسلاميون

الفنانة دوللي شاهين («الشرق الأوسط»)
TT

تسببت الفنانة اللبنانية دوللي شاهين في ردود فعل غاضبة في أوساط التيارات الإسلامية ضد جماعة الإخوان المسلمين، ووضعت حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للجماعة في حرج سياسي، وذلك على أثر حفل أحيته قبل أيام بمدينة الغردقة السياحية، بمهرجان تنشيط السياحة، أقيم برعاية حزب الحرية والعدالة، وحزب الوسط الإسلامي.

واستحوذ موضوع دوللي شاهين على الرأي العام المحلي، وتعامل معه البعض بجدية، بينما استخدمه آخرون كمادة للسخرية من التناقضات السياسية في البلاد، لكن حلمي الجزار الذي يشغل موقع أمين حزب الحرية والعدالة بالجيزة، قال إن «الرعاية الشرفية للمهرجان لم تقتصر على حزبه فقط، وإنما كانت تضم أكثر من 20 حزبا ومؤسسة، وإن دور هذه الأحزاب والمؤسسات اقتصر على الرعاية الشرفية فقط».

حضور الحفل الذين انتشوا بالتابلوهات الغنائية الراقصة التي قدمتها الفنانة اللبنانية، فوجئوا بهجوم لاذع شنته بعض صفحات السلفيين على مواقع التواصل الاجتماعي على جماعة الإخوان المسلمين بعد تداول مقطع غنائي للمطربة اللبنانية بالمهرجان، اعتبروه مثيرا للفتنة.

وانتقد الشيخ محمد سعد الأزهري، القيادي السلفي عضو الجمعية التأسيسية للدستور، تنظيم حزب الحرية والعدالة ورعايته لحفل مهرجان الغردقة السياحي الدولي، قائلا في تصريحات صحافية أمس: «ما كان ينبغي لأمانة حزب الحرية والعدالة بالغردقة أن تقوم بعمل حفل يوجد به امرأة ترتدي ملابس مثيرة، وهذه سقطة لأمانة حزب الإخوان المسلمين».

من جانبها، علقت شاهين على هذا الهجوم قائلة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أنا فنانة عربية أقوم بعملي كفنانة، وليس لي أي شأن بالسياسة المصرية وبعيدة كل البعد عن أي عمل سياسي خاصة أنني لبنانية، وعلى الرغم من ذلك لا أنكر تأييدي للثورة المصرية». وعن الحفل قالت إنها تلقت دعوة من شركة «ميرا غروب» للسياحة وتنظيم الحفلات، لإحياء حفل بمناسبة العيد القومي لمحافظة البحر الأحمر، وأيضا الاحتفال بجمعية الصداقة الروسية في الغردقة، بهدف تنشيط السياحة.

وتابعت قائلة: «وافقت على الفور من دون تردد للمساهمة بأي شكل في تنشيط السياحة المصرية»، مضيفة أنها لم تتقاض أي أجر وأن اشتراكها في الحفل كان مجانا، خاصة أنها الفنانة العربية الوحيدة المشاركة فيه، وحضر عدد من الفنانين والرياضيين والإعلاميين. وأشارت الفنانة اللبنانية إلى أنه في نفس يوم الحفل تم عقد مؤتمر صحافي بحضور محافظ البحر الأحمر، ووزير البيئة، وممثل عن وزير السياحة، إضافة إلى ممثلين عن بعض الأحزاب المصرية التي قالت إنها لا تعرف عنها أي شيء، وأضافت أنه «في مساء اليوم نفسه، قمت بإحياء الحفل، وكان حفلا ناجحا بكل المقاييس».

وأبدت شاهين اندهاشها من الزج باسمها في خلافات سياسية وصفتها بأنها «شؤون داخلية مصرية لا علاقة لي بها»، وأكدت أن العقد كان مع شركة تنظيم الحفلات وليس مع حزب الحرية والعدالة وقمت بنشر العقد على صفحتي الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي، وتمنت شاهين ألا يتم تصفية الحسابات السياسية على حساب الفنانين، واستنكرت أن يزج باسمها في ما سمته بـ«ألعاب سياسية رخيصة».

من جانبه، علق ساخرا الدكتور مظهر شاهين خطيب وإمام جامع عمر مكرم بميدان التحرير، وقال في بيان له: «ما أروع أن يطبق اخوان الشريعة اسلامية بطريقة دوللي شاهين تحت رعاية حزب الحرية والعدالة كما حدث في مؤتمر تنشيط السياحة اخير، والسؤال الذي يبقى مهما للغاية: هل احتفالاتكم بهذه الطريقة كانت خطأ، أم أن الضرورات تبيح المحظورات؟!».