الآلية الدفاعية لدى الخنفساء المدفعية تلهم تكنولوجيا الأقمار الصناعية

تنتج مواد كيماوية تحدث تفاعلا يتولد عنه طاقة حرارية

TT

استثمر الاتحاد الأوروبي 6.‏2 مليون يورو (5.‏3 مليون دولار) في مشروع بحثي دولي حول الكيفية التي يمكن بها استخدام نظام الدفاع الفريد عن النفس لدى الخنفساء المدفعية في مجالات التكنولوجيا الفضائية التطبيقية وضعف الجاذبية. الآلية الدفاعية لحشرة صغيرة، التي توجد أساسا في قارتي أفريقيا وآسيا، يمكن أن تحدث ثورة في تكنولوجيا تصميم نظم الدفع للأقمار الصناعية، إذ تخرج الخنفساء رذاذا كيميائيا ساخنا ضارا من أعلى البطن في اتجاه عدوها عند إزعاجها.

ووضح بيتر ريكميرز، رئيس نظم الدفع في مركز التكنولوجيا الفضائية التطبيقية والجاذبية الضئيلة في مدينة بريمن الألمانية، أن الخنفساء تقوم بإفراز الغاز من غدة لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة، و«يتحقق ذلك عن طريق خلط مادتين كيميائيتين تتفاعلان بشدة معا». وتستطيع الخنافس أن تصنع الهيدروكينون وفوق أكسيد الهيدروجين الخاص بها، حيث تقوم بتخزينهما في بطنها وعند مزجهما يحدث تفاعل قوي يتولد عنه طاقة حرارية. وتتطلب نظم الدفع التقليدية قدرا كبيرا من الضغط، الذي يتم حدوثه بواسطة إشعال الوقود في غرف الاحتراق.

ويوضح ريكميرز في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «نتطلع لنسخ هذا الأسلوب من توليد الضغط... إن المحرك سيكون أكثر كفاءة وقادرا على حمل حمولة أكبر. نريد استخدامها للأقمار الصناعية البحثية». ويقدر الانتهاء من المشروع خلال ثلاث سنوات، بشكل مبدئي، لكن ريكميرز أشار إلى أنه قد يستغرق المشروع عشر سنوات قبل أن يصل النظام إلى مرحلته النهائية.

ومن جانب آخر تبين أن أحد أنوع خنافس الروث الأفريقية التي تقضي لياليها في تناول الطعام من فضلات الحيوانات تهتم بمراقبة النجوم، حسبما أظهرت دراسة علمية حديثة. حتى في أحلك الليالي، فإن الحشرات التي تدفع أمامها كرات الروث تسترشد بالضوء الخافت لمجرة درب التبانة.

ويقول باحثون سويديون في العدد الأخير من مجلة «كارنت بيولوجي» إنه في الوقت الذي صار فيه معروفا أن الطيور والبشر يستدلون في طريقهم بالنجوم، فإن هذا الاكتشاف هو أول دليل مقنع على وجدود مثل هذه القدرات لدى الحشرات، بل إنه أيضا أول مثال يعرف عن أي حيوان يستدل في تحركاته بمجرة درب التبانة بدلا من النجوم الساطعة.