رحيل «شيخ الشباب» المفكر الفرنسي الغاضب ستيفان هيسل

ولد لأب يهودي والتحق بالمقاومة ضد النازية وساند الفلسطينيين

اتخذ ستيفان هيسل مواقف جريئة إلى جانب الحق الفلسطيني ودفع الثمن غالياحيث حاصرته المنظمات الصهيونية وشنت عليه حملة اتهمته بمعاداة السامية
TT

فارق الحياة في باريس، أمس، الكاتب والشاعر والدبلوماسي والمقاوم الفرنسي ستيفان هيسل عن 95 عاما. وحسبما أعلنت زوجته كريستين شابري فإنه «توفي أثناء الليل». ورغم تقدمه في السن، تمكن هيسل من أن يلهم ملايين الشباب، خلال السنوات الماضية، بعد أن أصدر في خريف 2010، بيانا في عدد قليل من الصفحات بعنوان «اغضبوا». وبيع منه 4 ملايين نسخة وترجم ليوزع في 100 بلد رغم محاولات التعتيم عليه. وكان البيان بمثابة صرخة الانطلاق لحركة شبابية في عموم أوروبا ومظاهرات ضد الفقر والظلم واللامبالاة.

ولد هيسل في برلين لأب يهودي وأم مسيحية. وانتقلت العائلة إلى باريس وهو دون العاشرة من العمر، وفي عام 1937 حصل على الجنسية الفرنسية. ولما احتلت قوات هتلر فرنسا التحق هيسل بالمقاومة وقوات فرنسا الحرة تحت قيادة الجنرال ديغول وشارك في عمليات قتالية لحين وقوعه في أسر الألمان واقتياده إلى معسكر «بوخنوالد» ثم «دورا». وتمكن الأسير من الهرب وعاد إلى فرنسا ليصبح، بعد الحرب، من أشد المدافعين عن الحرية وانتمى للسلك الدبلوماسي وشارك في صياغة لائحة حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة.

هيسل اليهودي الذي كان مع قيام وطن لليهود في فلسطين، زار في فترة تالية الأراضي المحتلة وتأثر بما شاهد من تعسف واتخذ مواقف جريئة إلى جانب الحق الفلسطيني ودفع الثمن من سمعته، حيث حاصرته المنظمات الصهيونية وشنت عليه حملة اتهمته فيها بالخرف، بل وبمعاداة السامية. لكن هيسل واصل الكتابة واتخاذ المواقف الشجاعة المعاكسة للتيار، وكان «مواطنا بلا حدود» حسب عنوان أحد كتبه.

قبل وفاته بفترة بسيطة، أعرب هيسل عن سروره بالشهرة العالمية المتأخرة التي حققها له نداؤه الأخير. وقال: «إن الناس يتعرفون علي ويستوقفونني في الشارع، حيثما ذهبت، ليشكروني على الكتاب، وهو أمر يفرحني».