الإفراج عن أميركي قضى 23 عاما في السجن عن جريمة لم يرتكبها

لم يتحمل الفرحة ببراءته فأصيب بأزمة قلبية

TT

يبدو أن قلب المواطن الأميركي ديفيد رانتا الذي أمضى في سجن بولاية نيويورك، الخاضع لأقصى درجات الحراسة المشددة، أكثر من عقدين عن جريمة قتل لم يرتكبها، لم يتحمل الفرحة ببراءته من التهمة المنسوبة إليه. فقد أطلق قبل أيام سراح الرجل (58 عاما) الذي كان ضحية على ما يبدو لاتهام ملفق من قبل عناصر من الشرطة ينكرون ارتكاب أي خطأ. ولم تدم فرحته طويلا، ففي ثاني أيامه خارج السجن أصيب رانتا بأزمة قلبية نقل على أثرها إلى مستشفى في نيويورك، وفقا لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

وخرج رانتا من قاعة محكمة في بروكلين الخميس الماضي واضعا كل ممتلكاته في الحياة داخل كيس أرجواني اللون على كتفه. ورفضت قاضية المحكمة العليا في الولاية ميريام سيرولنيك لائحة الاتهام الأصلية وأخلت سبيل المدان، ليصبح رانتا حرا. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام قالت إنه سيكون «من التهوين» ومن «غير الملائم إطلاقا» الاكتفاء بقول: «أنا آسفة». ونقل عنها قولها: «لكنني أقولها لك على أي حال».

وأدين رانتا في عام 1991 بقتل الحاخام شاسكل فيرزبرجر، أحد الناجين من معسكر الاعتقال «أوشفيتز» الذي أصبح الزعيم الروحي لجماعة «الساتمار» التي تضم 25 ألف عضو في بروكلين. وقتل المسلح فيرزبرجر في سيارته بعد أن أحبط محاولة سرقة شخص كان يحمل ماسا بمكان قريب منه. وأصر رانتا على براءته طوال السنوات الماضية. واستأنف مرتين، وفي كل مرة كان الادعاء العام يتمكن من إقناع المحكمة بالحكم ضده، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».

وفي عام 1996 شهدت امرأة أثناء جلسة نظر استئناف بأن زوجها جوزيف آستن، الذي يعرف من قبل الشرطة باسم «جو الجواهرجي» لتخصصه في هذه النوعية من السرقات، قتل الحاخام. وبعد أسابيع فقط من مقتل فيرزبرجر، توفي آستن في حادث سيارة أثناء محاولة للهرب. حتى الشخص الذي كان يحمل المجوهرات الذي كان أكثر من تمكن من رؤية المسلح عن قرب شهد لصالح رانتا، قائلا إنه ليس القاتل بنسبة «100 في المائة».

لكن إطلاق سراح رانتا لم يتم حتى تقدم الشاهد مناحم ليبرمان، الذي كان يبلغ من العمر 13 عاما وقت ارتكاب الجريمة، للإدلاء بشهادته في عام 2011 ليعاد فتح التحقيق في القضية. وأقسم في شهادته بأن مخبرا من الشرطة انتحى به جانبا قبل طابور العرض للمشتبه فيهم أجرته الشرطة وقال له: «اختر الرجل ذا الأنف الكبير».