الأستراليات يدفعن ثمن الحب الوهمي على الإنترنت

تحويل أكثر من 6 ملايين دولار أسترالي شهريا إلى مرتكبي جرائم الغش والخداع

النساء فوق سن 45 عاما هن أكثر ضحايا هذه القصص الغرامية
TT

تشير بعض الإحصائيات إلى أن الأستراليين يحولون أكثر من ستة ملايين دولار أسترالي شهريا إلى مرتكبي جرائم الغش والخداع عبر الإنترنت والذين يجلس معظمهم في غانا ونيجيريا، وأن نحو 90% من هذا المبلغ يحول على خلفية قصص غرامية وجدت تفاصيلها عبر الإنترنت وأن النساء فوق سن 45 عاما هن أكثر ضحايا هذه القصص.

وكثير من هؤلاء النساء يمتلكن المدخرات التي تؤهلهن لذلك بالإضافة إلى أنهن مستجدات في عالم التعارف عبر الإنترنت، وهذه الظاهرة معروفة في بلد مثل ألمانيا أيضا. وأغلب هذه الضحايا يعانين من خسائر مالية جراء الغش والخداع.

ولكن أحيانا لا تدفع هذه الضحايا مالا فقط جراء الوقوع في هذا الغش حيث عثر في فبراير (شباط) الماضي على الأسترالية جيته ياكوبس مقتولة عن عمر 67 عاما في غرفة أحد الفنادق في جوهانسبرغ وتبين أن نقودها سرقت وكذلك بطاقاتها الائتمانية ومجوهراتها وجهاز حاسوبها المحمول.

وكانت ياكوبس قد سافرت إلى جوهانسبرغ للزواج من شاب نيجيري، 28 عاما، والذي تعرفت عليه عام 2009 على أحد مواقع التعارف على الإنترنت. وأرادت الشرطة الأسترالية تحذير هذه المرأة من أنها يمكن أن تصبح إحدى ضحايا الغش على الإنترنت ولكن خطاب التحذير وصلها بعد أن كانت قد غادرت البلاد. أما السيدة فيتزباتريك فقد وجدت دعما ونصحا من قبل جوليا روبسون التي تعمل مخبرا خاصا وتخصصت في قضايا الغش الإلكتروني وكانت تعمل من قبل شرطية بمدينة ملبورن الأسترالية.

وتقارن روبسون بعض ضحايا الغش على الإنترنت بمدمني لعب القمار «فرغم أن فرصة حصولهن على مكسب في لعبة اليانصيب ضئيلة واحتمال أن يكون الشخص الذي يخاطبهن على الإنترنت شريفا وصادقا ضئيل فإنهن لا يتوقفن عن تحويل المال إلى هؤلاء مع أنهن يعلمن في قرارة أنفسهن أن الأمر لن يعود عليهن بالنفع المرغوب فيه». ولدى السيد بريان هاي من شرطة ولاية كوينزلاند الأسترالية بعض التجربة مع مثل هذه الحالات حيث يرأس مجموعة من 120 ضحية من ضحايا الإنترنت بمدينة بريسبان قررت أن تساعد نفسها بنفسها.

ويقول هاي إن بعض هؤلاء النساء لا يزلن يحولن مالا إلى عشاقهن المجرمين عبر الإنترنت رغم أنهن يدركن حقيقتهم «إنه واقع محزن أن يكون هناك أناس يعانون بشدة من الوحدة». لم تقم جوليا روبسون بتوعية فيتزباتريك بشأن أساليب المخادعين فقط بل أوضحت لها أيضا نقاط ضعفها شخصيا والتي جعلتها أكثر عرضة للوقوع ضحية الحب عبر الإنترنت.

وبدأت فيتزباتريك الآن في البحث من جديد عن محب عبر الإنترنت «ولكني أصبحت أكثر حذرا» حسبما قالت فيتزباتريك، مضيفة: «إذا كان قدري هو أن أعيش بقية حياتي وحيدة فسيكون ذلك ولكن لا أحد يعرف من ينتظرني بالخارج، لا بد أن أكون أكثر حذرا فقط».