قال فريق دولي من الباحثين إن القرد المعروف باسم «السعدان» يطبق في اختياره طعامه المثل الغربي الشائع: إذا كنت في روما فافعل ما يفعله أهلها، حيث إن قردة «السعدان» الصغيرة تراقب الكبار أثناء الأكل وتتناول نفس الأغذية التي تتناولها حتى وإن كانت القردة الصغيرة لا تفضل هذه الأغذية حسب تجاربها السابقة.
وقال الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها أمس (الخميس) في مجلة «ساينس» الأميركية إن دراستهم تؤكد أن القردة مثلها مثل الإنسان قادرة على التعلم من وسطها الاجتماعي.
عرض الباحثون تحت إشراف إيريكا فان دي وول من جامعة سانت أندروز البريطانية نوعين من الذرة على مجموعتين من القردة من فصيلة «السعدان الأخضر» تعيشان في البراري.
وكان أحد نوعي هذه الذرة أزرق والثاني ورديا. ولكن الباحثين استخدموا مادة مرة لجعل النوع الأزرق الموجود مع المجموعة الأولى غير مستساغ وجعل الذرة وردية اللون الموجودة مع المجموعة الأخرى ذات طعم منفر.
وتبين للباحثين بعد ثلاثة أشهر أن القردة لم تعد تقترب من الذرة غير المستساغة الموجودة مع كل من المجموعتين. ثم انتظر الباحثون حصول هذه القردة على نسل جديد وراقبوا القردة الصغيرة لمعرفة أي الغذاء ستختاره فتبين لهم أن 26 من 27 قردا أكلت فقط حبات الذرة التي يأكلها بقية أفراد المجموعة.
وفي الخطوة التالية راقب الباحثون كيفية تصرف القردة الذكور التي انضمت حديثا للمجموعة أثناء فترة التزاوج فتبين لهم أن هذه القردة الجديدة تكيفت مع المعطيات الجديدة في المجموعة الجديدة وأن القردة نفسها التي دأبت على تجنب لون معين من الذرة بدأت في تناول هذا النوع عندما رأت أن أقرانها القريبين منها يفعلون ذلك.
ورأى الباحثون أن القردة تعاملت انطلاقا من مبدأ: إذا لم تكن متأكدا مما تفعل فافعل ما يفعله الآخرون، «وهذا أمر منطقي في الطبيعة حيث إن أبناء الأرض هم الأكثر دراية بأحوالها».