المهاجرون الأوائل إلى أميركا أكلوا لحوم البشر في شتاء 1609

بعد تحليل عظام عثر عليها في مستعمرة قديمة

TT

قال باحثون من أميركا إن الحاجة والضرورة اضطرت المهاجرين الأوائل الذين بدأوا يتخذون من الولايات المتحدة وطنا دائما لهم لأكل لحوم البشر. وتوصل باحثو معهد سميثونيان الأميركي إلى هذه النتيجة اعتمادا على الوسائل التقنية الحديثة لتحليل العظام التي عثر عليها في إحدى المستعمرات في منطقة فيرجينيا.

وحسب الدراسة فإن سكان إحدى المستعمرات في منطقة فيرجينيا اضطروا في شتاء عام 1609-1610 لأكل لحم فتاة في الرابعة عشرة من عمرها وذلك عندما مات 80% من سكان المستعمرة. وأكد الباحثون أن آثار البلطة والأدوات الحديدية التي عثر عليها الباحثون العام الماضي في جمجمة الفتاة وقصبة ساقها لا تدع المجال لنتيجة أخرى. كما أوضح الباحثون أنه لم يعد في الإمكان التوصل إلى السبب الدقيق لوفاة الفتاة لأنه لم يتم العثور سوى على 10% من عظامها فقط. ولكن العلماء استبعدوا أن يكون القتل المتعمد وراء الوفاة ولم يستبعدوا أن تكون وفاتها لأسباب طبيعية.

وقال الباحثون إن العظام التي عثر عليها بها آثار غير طبيعية للقطع والضربات التي تنشأ عادة عن محاولات التجريب والبلبلة ونقص الخبرة عند ذبح الحيوانات، حسبما أوضح دوغلاس أوسلي، أستاذ علم الإنسان بالمعهد الشهير، مضيفا: «ولكن النية الواضحة من وراء ذلك كانت تقطيع الجسم وأخذ المخ وإزالة لحم الوجه وأكله.. لقد كان الناس مصابين باليأس وكانوا في حاجة لأي لحم موجود».

وأسست مستعمرة جيمسون عام 1607 على أيدي 104 من الإنجليز المهاجرين لأميركا ولم يبق منهم على قيد الحياة خلال الأشهر التسعة الأولى لهم في هذا العالم الجديد سوى 38 شخصا ثم جاء شتاء 1609-1610 فأودى بحياة معظم المهاجرين. وهناك نقاش بين الباحثين منذ عقود بشأن ما إذا كان أكل لحوم البشر قد كان موجودا في تلك الآونة الأولى من استعمار الولايات المتحدة. ويرى باحثو معهد سميثونيان أن دراستهم أجابت بشكل نهائي عن هذا السؤال.