معارك «الفانيلات» تشغل الفرنسيين في الصيف

وزير يستخدمها للدعاية وشركة تستفز بها العاطلين عن العمل

وزير تقويم الإنتاج يرتدي فانيلة البحارة
TT

كان الفنان الراحل فؤاد المهندس قد أضحك ملايين العرب الذين شاهدوا مسرحية «سيدتي الجميلة» عندما قال إن شويكار خطفت قلبه رغم أنه كان يرتدي فوقه جاكيتة وقميصا وربطة وصديريا وفانيلة. وقد انتقل حديث القمصان القطنية، أي «الفانيلات»، إلى فرنسا خلال الشهر الجاري، من خلال حادثتين تصدرتا أخبار الصحف.

فبطلب من آرنو مونتبور، وزير تقويم الإنتاج، ارتدى 400 مشارك في «عيد الوردة» أمس «فانيلات» بيضاء مخططة أفقيا باللون الكحلي، من إنتاج شركة «آرمور» الفرنسية. وقرر الوزير أن يكون العيد، هذا العام، مكرسا لتشجيع الصناعة الوطنية. وتلقى «فانيلات» البحارة المصنوعة في فرنسا رواجا كبيرا ويجري تصدير الآلاف منها، سنويا، إلى الخارج. كما ظهر الوزير على غلاف مجلة شعبية وهو يرتدي «الفانيلة» المخططة ويحمل بيده خلاطا للمطبخ مصنوعا في فرنسا.

وجاءت تسمية «فانيلة» نسبة إلى قماش الفلانيل المصنوع من خيوط القطن.

يدفع كل واحد من الرجال والنساء «المخططين» مبلغ 20 يورو مقابل شراء الفانيلة في «عيد الوردة» الذي تحول إلى تقليد سنوي يقام في بلدة فرانجي، إلى الشرق من وسط فرنسا، منذ 40 عاما، ويعتبر بمثابة سوق عكاظ يرتاده السياسيون الاشتراكيون للترويج لمناهجهم. ومن المقرر أن يذهب ريع «الفانيلات» إلى الاتحاد الاشتراكي للمقاطعة التي تقع البلدة فيها.

وقبل «فانيلات البحارة» التي انتقد خصوم اليسار تحويلها من سلعة تجارية إلى دعاية سياسية، كانت «فانيلات العاطلين» قد أثارت ضجة انتهت بسحبها من الأسواق. فقد اعترض مستخدمو الشبكة الإلكترونية على قلة ذوق شركة للثياب طرحت للبيع، عبر الإنترنت، قمصانا قطنية تحمل على صدرها عبارة «عاطل عن العمل». وجاءت الانتقادات على الشركة التي تسوق ثيابها تحت علامة «لو ليون» لأنها لم تكتف باستغلال محنة فئة واسعة من فاقدي العمل في فرنسا، بل تاجرت بها ووضعت سعرا باهظا لكل فانيلة، قدره 285 يورو.

صاحب الشركة، ليون طيب، دافع عن «فانيلته» بالقول إنه أراد إطلاق ثياب تسخر من الواقع الاجتماعي، من خلال توجيه لكمة إلى أنف «كل أولئك الذين يتشدقون بشعارات عن الافتخار بكونهم فرنسيين». لكن الهجمة الواسعة ضده أرغمته، في آخر المطاف، على سحب «فانيلات العاطلين» من البيع.