آسيوي يخاطب مجلس محلي بريطاني بلغة غير الإنجليزية

القضية تثير ضجة إعلامية وتشجبها الدوائر السياسية خصوصا المعارضة العمالية

TT

توقف النقاش فجأة في أحد المجالس المحلية في شرق لندن عندما قام شخص آسيوي ممن يقطنون المنطقة وأعطى حق الكلام وبدأ يخاطب المجتمعين في جلسة رسمية بلغته البنغالية، التي لا يفهمها أعضاء المجلس.

الرجل الذي بدأ يقرأ من عريضة احتجاج في قضية محلية مساء الأربعاء الماضي تخص المساحات الخضراء في المنطقة السكنية التي يعيش فيها في «وايتتشابل» في شرق لندن، والتي يسكنها أعداد كبيرة من الجاليات الآسيوية. قرر أن يقرأ عريضته بلغته الأم أمام المجلس وعامة الناس ممن يسكنون المنطقة المسموح لهم حضور وسماع مداولات المجلس.

لكن عندما سمعت رئيسة المجلس ليزلي بافيت الخطاب بالبنغالية أوقفت المتكلم وقالت إنه غير قادر على متابعة النقاش لأنه بلغة غير الإنجليزية. وطلبت منه أن يتكلم بالإنجليزية. إلا أنه قال لأعضاء المجلس الـ51 (30 منهم من بنغلاديش) إنه غير قادر على التعبير عن نفسه باللغة الإنجليزية.

وتدخل بعض أعضاء المجلس وقال أحدهم إنه كان بإمكانهم تزويد المتكلم بمترجم لو كانوا على معرفة بالأمر قبل انعقاد الجلسة. وبسبب عدم وجود معرفة بالأمر، فقد تقدم أحد الحضور الذي يتكلم اللغة البنغالية وترجم ما قاله الشخص الأول.

كثير من المجالس المحلية تترجم أدبياتها إلى لغات الأقليات التي تسكن المنطقة وتقدم خدمات الترجمة في بعض القضايا القانونية أو الطبية لهم في كثير من الأحيان.

لكن هذه المرة الأولى التي تثار فيها القضية أن يخاطب فيها شخص مجلس محلي بلغة غير الإنجليزية، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية وتناول وسائل الإعلام البريطانية الموضوع بإسهاب. وجاء ذلك بعد أن قام بعض الصحافيين ممن وجدوا في المكان خلال انعقاد المجلس بوضع ما دار في محضر الاجتماع على موقع «تويتر»، خصوصا عندما قال أحد أعضاء المجلس إنه لم يكن هناك متسع من الوقت لتزويد المعترض بمترجم، واقترح أن يؤجل السؤال إلى الجلسة المقبلة للمجلس. وهذا ما أثار حفيظة بعض وسائل الإعلام.

بيتر غولد، زعيم كتلة حزب المحافظين في المجلس اشتاط غضبا وقال إن ذلك سوف يؤدي إلى انقسام في أهالي المنطقة. ووصف عضو البرلمان جوناثان رينالدز اقتراح المجلس بتزويد المحتج بمترجم بأنه «سخيف». وشجب رينالدز، الذي يعمل أيضا مساعدا لزعيم المعارضة البرلمانية العمالية أيد ميليباند، مجلس تاور هامليت، الذي أبدى استعداده بتزويد الشخص بمترجم، أو أي شخص يريد أن يشارك في مداولات المجلس بلغة غير الإنجليزية. وقال على حسابه في موقع «تويتر» إنه لأمر مضحك، مضيفا: «بأي حق يقوم شخص بمخاطبة مجلس محلي إنجليزي بلغة غير الإنجليزية. أن تتكلم إنجليزية بسيطة شيء ضروري من أجل العيش في بريطانيا. إيجاد مترجمين لهذه القضية إضاعة لأموال المجلس المحلي الذي في أمس الحاجة لها».