ندوة فكرية في تونس حول «محارق الكتاب»

إجماع على أنها ظاهرة سياسية.. والمفارقة أن كل من أمروا بذلك كانوا قراء نهمين

TT

تبحث ندوة فكرية تحمل عنوان «محارق الكتاب» نظمت أمس الجمعة ببنزرت شمال العاصمة التونسية في تاريخ حرق الكتب، وتضمنت عددا من المداخلات وانطلقت بورقة علمية تحمل عنوان «تعالوا نتأمل ميراث محننا» للأستاذ الطاهر أمين، تلتها مداخلة الدكتور عبد العزيز لبيب أستاذ الفلسفة ورئيس مؤسسة «بحوث في التنوير والحداثة والتنوع»، وتمحورت مداخلته حول «الفلاسفة ومحارق الكتاب»، وقدم الدكتور صلاح مصباح أستاذ الفلسفة بجامعة تونس مداخلة حول «الفكر الحر واضطهاد الكتابة»، ليختتم الأستاذ علاء البوعزيزي أستاذ الفلسفة بالتعليم الثانوي ببنزرت سلسلة المحاضرات بمداخلة بعنوان «دم الكتاب».

ويقول الطاهر أمين، في تقديمه للندوة، إن «من مفارقات الثقافة العربية الإسلامية أنها لا تتحدث عن دور العرب والمسلمين في إحراق الكتب لأسباب متعددة، منها ما هو ديني وفقهي، ومنها ما هو سياسي كذلك». وأضاف موضحا: «من هنا نكتشف الحاجة إلى الوقوف عند إشارة المستشرق يوهانس بيدرسون في كتابه (الكتاب العربي منذ نشأته حتى عصر الطباعة)، الذي يقول فيه: يقول المسلمون إنه حتى لو احترقت كل نسخة من القرآن فإن القرآن سيبقى حيا، لأنه يسكن في القلوب أي في ذاكرة المؤمنين».

وطرحت الندوة مسألة تعدد محطات حرق الكتب في كل مرحلة تاريخية تقريبا، وتساءلت عن الرغبة الدفينة في البدء من نقطة الصفر، وعن سر عداء السياسي للكتب في ثقافتنا؟ وفي هذا السياق تقول منيرة الرزقي المختصة في علم الاجتماع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قادتنا مراجعة حوادث حرق الكتب في تاريخنا إلى اكتشاف عدة حقائق، من بينها أن عامل السلطة يقف وراء أغلب جرائم إحراق الكتب. وبهذا المعنى، فإن ظاهرة حرق الكتب هي ظاهرة سياسية بامتياز. والمفارقة أن كل من أمروا بحرق كتب كانوا قراء نهمين للمؤلفات».

وفي هذا السياق سوف يعرض عدد من الأعمال السينمائية من بينها «أغورا» لأليخاندرو أمينابار، و«اسم الوردة» لجون جاك أنو، وفيلم «المصير» للمخرج المصري يوسف شاهين و«فهرنهايت 451» لفرنسوا تورفو.