سحب مذكرات الماريشال بيتان من مزاد في باريس

ما زال اسمه مقترنا بخيانة الوطن لتعاونه مع الاحتلال الألماني

TT

أعلنت دار «سوذبيز» للمزادات أنها سحبت مخطوط كتاب للماريشال الفرنسي فيليب بيتان كان مقدرا لها أن تباع في باريس، أمس، بمبلغ يتراوح بين 250 و350 ألف يورو. وأوضح بيان للشركة المتخصصة بالبيع في المزاد العلني أن سحب المخطوط تم بالاتفاق بينها وبين البائع.

وبيتان (1856 - 1951) هو رئيس ما عرف بحكومة «فيشي» التي تعاونت مع الاحتلال النازي لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية وما زال اسمه يثير الحساسية باعتباره مقترنا بخيانة الوطن، وهو سبب سحب المخطوط من المزاد، على الأرجح. ولم يشفع للماريشال ماضيه العسكري في الحرب العالمية الأولى ولا لقب «بطل معركة فردان»، ولا عضويته في الأكاديمية الفرنسية. هو قد حوكم، بعد هزيمة ألمانيا وتحرير فرنسا، بتهمة التخابر مع العدو والخيانة، وجُرّد من ممتلكاته وصدر عليه حكم بالإعدام ولم ينفذ بسبب كبر سنه ومات في سجن بجزيرة «يو»، غرب البلاد. يقع المخطوط في 351 صفحة تتناول الحرب العالمية الأولى في 47 فصلا مع 77 رسما تخطيطيا بقلم الماريشال. وهو يشتمل على وصف تفصيلي للمعارك مكتوب بـ«جفاف وثيقة جرد إدارية»، حسبما جاء في دليل المزاد. ويبدو أن بيتان وضع هذا الكتاب بالاستناد إلى مفكرة ميدانية يومية تتناول حركة القطعات ووقائع عمليات الهجوم وتواريخ الاختراقات وأعداد القتلى، كما يتضمن شرحا من وجهة نظر الكاتب لأسباب الهزائم في عدد من المواجهات.

ظل المخطوط متواريا لدى جهة مجهولة طوال السنوات الـ80 الماضية إلى أن ظهر في المزاد الذي كان مقررا لبيعه. وقد باشر بيتان بتحريره أواخر العقد الثاني من القرن العشرين حيث تنتهي أحداثه مع اتفاقية «سيفر» عام 1920. وكان المؤرخون قد استبعدوا أن يكون بيتان قد سجل روايته الخاصة عن الحرب، ذلك أنه لم يكن يحبذ فكرة أن ينشر القادة مذكراتهم باعتبار أن الكاتب يميل إلى امتداح نفسه.

وبررت «سوذبيز» سبب سحب المخطوط من البيع بأنه «يحتاج إلى أبحاث إضافية ضرورية قبل طرحه في المزاد بشكل أفضل»، هذا دون التشكيك بالأهمية التاريخية له. ولم تحدد الدار موعدا لاحقا للبيع.