100 مليون هندي مليونير وهمي يصنعهم برنامج تلفزيوني كل ليلة

TT

يحقق ملايين الهنود الفقراء احلامهم، نظريا، لكي يصبحوا من اصحاب الملايين عن طريق مشاهدة برنامج تلفزيوني بعنوان «كيف تصبح مليونيرا»، وهو نسخة مطابقة لبرنامج بالإسم نفسه اخترعته احدى المحطات التلفزيونية البريطانية وصدرتها الى 31 بلدا حتى الان من بينها الولايات المتحدة واليابان واسرائيل وفنلندة والأرجنتين.

ومنذ بداية شهر يوليو (تموز) الماضي فان الملايين من الهنود، الذين يحتاج الواحد منهم وبمرتب شهري متوسط الى 2325 عاما لكي يصبح مليونيرا، مهوسون ببرنامج تلفزيوني اسمه «كون بانيجا كروريباتي» اذ عن طريقه يستغرقون في احلام يقظة وقد أجابوا على اسئلة مقدم البرنامج لكي يحصلوا على الجائزة الكبرى وهي مليون جنيه استرليني في بريطانيا وما يقابله هناك بالعملة الهندية.

يقول احمد (41 عاما) وهو بائع متجول: «البرنامج سهل تتبعه. أعرف انني لست ذكيا جدا لكنني أعرف العديد من أجوبة الأسئلة المطروحة فيها. من يدري ربما أكون مليونيرا يوما ما بواسطة هذا البرنامج».

ومثل هذا البرنامج ليس مألوفا في التلفزيون الهندي لبذاخة اخراجه والمبلغ الكبير لجائزته، لهذا فان البعض يقدر ان اكثر من مائة مليون هندي يشاهدون هذا البرنامج كل مساء. وبفضله صعدت القناة التي تقدمه، وهي «ستار تي في» المملوكة لروبرت ميردوخ، من المرتبة الثالثة الى المرتبة الأولى بين قنوات الكابل التلفزيونية في الهند.

ويقول سمير نايير المسؤول عن البرامج في القناة « نستقطب 85% من المشاهدين في بومباي و93% في كانبور.. والمزحة الشائعة طبعا هي: اين هم هؤلاء الـ7% الباقون وماذا يريدون؟» ومثل هذه الشعبية للتلفزيون غير مألوفة في الهند حتى الآن، فعدد أجهزة التلفزيون في عموم الهند عام 1969 لم يكن يتجاوز الألف جهاز فقط. وحتى اليوم لا يملك سوى ثلث بيوت الهند أجهزة تلفزيون، وأقل من نصف هذه البيوت المالكة للجهاز فيها قنوات كيبل.

يقول اميت كانا مدير إحدى المحطات التلفزيونية: ليست هنالك لغة قومية واحدة في الهند كما ان نسبة الأمية فيها عالية جدا لذا فهي ليست البلد المناسب لمثل هذا البرنامج الذي يناسب البلدان الغربية. وهو برنامج حصل على شعبية كبيرة في المنطقة التي تسمى بالحزام الهندي الفقير في الشمال. ويعني هذا ان البرنامج يغذي احلام الفقراء لا اكثر اذ يحلم كل منهم بان يتحول الى مليونير بين ليلة وضحاها او على الأقل يحصل على نصف مبلغ الجائزة او حتى ربعها لكي يتخلص من الفقر.