أولوية الجامعيين اللبنانيين الطب والهندسة في الجامعات الخاصة

TT

اشار تقرير تربوي اعدته جامعة اللويزة بعنوان «الجامعة والعلم والعمل» ان 71 في المائة من اللبنانيين ما زالوا يولون الاختصاص الجامعي اهمية كبرى ويعتبرونه في مقدمة الأمور التي يسعون اليها وأن أولوية هؤلاء هي دراسة الطب والهندسة.

وورد في التقرير ان 38 في المائة من خريجي الثانوية يفضلون التخصص في مجالي الهندسة والطب مقارنة بـ62 في المائة لبقية التخصصات. واورد التقرير ان اكثر الطلاب في لبنان يفضلون الانتساب الى الجامعات الخاصة الا ان اقساطها المرتفعة، التي تتعدى العشرة آلاف دولار في العام الدراسي الواحد، تشكل عائقاً امام طموحات ابناء الطبقة المتوسطة لتصبح هذه الجامعات حكراً على ابناء الطبقة ذات الثراء الوفير.

وتؤكد ديزيره صيداوي، وهي في العقد الرابع من عمرها وام لطالبتين جامعيتين، انه يتعذر عليها بعض الاحيان تأمين قسط الجامعة والذي يبلغ حوالي 3 آلاف دولار اميركي كل ثلاثة اشهر.

ويرى الاستاذ الجامعي الدكتور انطوان مسرة «ان اللبناني قد يضحي بأي شيء في سبيل تعليم اولاده، لذلك يبذل مجهوداً كبيراً من اجل ايصالهم الى الجامعة، لاسيما في الجامعات الخاصة، رغم انها اكثر كلفة كونها تتمتع بكفاءات علمية عالية وفرص عمل افضل للمتخرجين منها». ويؤكد مسرة ان بعض الأهالي يلحقون اولادهم في الجامعات الخاصة بدلاً من الرسمية نظراً لموقعها الجغرافي الذي يلائم سكنهم او لعراقتها في مجال التدريس.

وأوردت الدراسة ان 19 في المائة من الذين شملهم الإحصاء، وتتراوح اعمارهم بين 19 و23 عاماً، يعتبرون ان الدور الأول الذي يجب ان تقوم به الجامعة هو المساهمة في تطوير المعرفة ونقلها الى اجيال جديدة. وبلغت النسبة 23 في المائة لشريحة اعمار تتراوح ما بين 35 و44 من ذوي الاهالي.

ويعتبر الاستاذ في الجامعة اليسوعية الدكتور عبدو قاعي «ان اللبنانيين يعتبرون الجامعة مصنع لقاءات غير مرتبط بواقع معين وهذا خطأ». ويضيف قاعي «الجامعة تتعلق مباشرة بالمجتمع».

وينقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض لموضوع الانتساب الجامعي، اذ ترى شريحة منهم ان اول الشروط التوظيفية تفرض اختصاصاً جامعياً بينما يرى آخرون ان المستقبل للاختصاصات التقنية واليد العاملة، وهي اختصاصات لا تتطلب دراسة جامعية بل معهدية اضافة الى خبرات ذاتية.

ويرى 69 في المائة ان الاختصاصات الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والاعلام والسياحة توفر فرص عمل أكبر، بينما يرى 26 في المائة ان لاختصاصات الهندسة، وتحديداً الهندسة المعمارية، الحظ الأوفر. وتظهر الدراسات ان 45 في المائة من الطلاب يتأثرون بآراء ذويهم، بينما يبحث 30 في المائة عن اختصاص يجنون منه اموالاً طائلة. ويختار 21 في المائة فقط ما يرغبون به ويهوونه منذ الصغر.