العثور على «مركب الأشباح» اللبناني مليئا برفات اللاجئين هربا من الموت

TT

منذ أقل من 6 سنوات غرق مركب، كان يقل 280 مهاجرا غير شرعي، معظمهم من الهند وأفغانستان وكردستان وباكستان، قبالة «الحذاء الايطالي» حيث جزيرة صقلية، وروت قلة ممن استمروا على قيد الحياة بأن من كانوا فيه غرقوا معه من أنواء وعواصف، أحدثت أكبر كارثة بحرية في المتوسط منذ الحرب العالمية. الا أن أحدا لم يصدقهم، خصوصا بعد البحث طوال أشهر عن المركب بلا طائل، لذلك سموه «مركب الأشباح اللبناني» لأن صاحبه لبناني، اسمه يوسف الحلال، وفار حاليا من العدالة الدولية، منذ اعتقلته فرنسا في 1977 وسلمته بعد عام الى ايطاليا، التي هرب في جنح الليل من وراء قضبانها الى بلد ما زال مجهولا الى الآن.

الا أن صيادا في بلدة بورتوبالو الايطالية، الشهيرة بمرفأ يحمل اسمها، كشف قبل أسبوعين ما حمل السلطات البحرية على البحث عن «مركب الأشباح» ثانية، واعترف بأنه وزملاءه الصيادين كانوا يجدون في شباكهم مع السمك الكثير من بقايا جثث غارقة، وانهم كانوا يتسترون على ما يعثرون عليه، خشية اقلاع المواطنين في البلدة وجوارها عن شراء ما يصطادونه من أسماكها وحيواناتها البحرية.

سريعا أعلنت ايطاليا عن حالة طوارئ بحرية، وراحت سفنها تمخر المواقع البحرية، القريبة نوعا ما من حيث كان الصيادون في بورتوبالو يمارسون عملهم اليومي، الى أن نقلت أمس وكالة «آنسا» الايطالية خبرا عاجلا، وفيه أنهم عثروا على «مركب الأشباح» على عمق 180 مترا من مياه تبعد 36 كيلومترا عن بورتوبالو، ودلت مواصفاته، من أنه خشبي وطوله 18 مترا «ومليء ببقايا جثث عالقة فيه الى الآن» على أن الكارثة حدثت فعلا، وأنه لم يعد «مركب أشباح» بعد الآن، بل مركب حقيقي، كان قد انطلق به قبطانه اللبناني من بيروت، مرورا بالاسكندرية ثم الى مالطا، ومنها الى سواحل جزيرة صقلية، حيث لم يعد له أي أثر منذ غرق ليلة عيد الميلاد في 1996 وبقي منه على قيد الحياة قبطانه وعدد من المهاجرين لا يتجاوزون العشرين على الأكثر، ممن منحتهم ايطاليا حق اللجوء بسبب ما قالوه من انهم هاربون من الاضطهاد والتهديد بالموت والملاحقات في بلادهم، مكتفية بالرواية عند هذا الحد، ومشككة ببقيتها التي أكدوا فيها أن أكثر من 270 شخصا كانوا على المركب الذي استقر بهم في الأعماق.

وعادت ايطاليا منذ أمس تلاحق من جديد القبطان اللبناني للمركب، الذي لم يكن مسموحا له بحمل أكثر من 80 شخصا على الأكثر، الا أنه كان يقبل فيه أي راغب بالهجرة غير الشرعية الى أوروبا، عبر ايطاليا، مقابل أن يدفع الحالم بالاستقرار في القارة 7 آلاف دولار.