توفي أمس في احدى المصحات بباريس الفنان المسرحي المغربي محمد الكغاط عن عمر يناهز 59 سنة، حيث كان يخضع لعلاج بفضل رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ شهر مايو (أيار) الماضي. وأكدت مصادر مقربة من عائلة الفقيد الى «الشرق الأوسط» أنه من المنتظر أن ينقل جثمان الراحل يوم الجمعة (غدا) الى فاس حيث سيوارى الثرى.
ويعد الفنان الكغاط من رواد حركة المسرح التجريبي في المغرب وأحد منظري هذه التجربة كما تشهد على ذلك كتاباته واسهاماته سواء على مستوى التنظير أو على مستوى التأليف وادارة الممثل فوق الخشبة. فقد واظب منذ 1958 على الاسهام في الحركة المسرحية المغربية وشارك في الاشراف منذ 1960 على التدريبات التي كانت تجرى في المعمورة لتكوين أجيال من الفنانين. كما ساهم في الانتقال بالمسرح المغربي من الاقتباس الى الانتاج المحلي الذي ينهل من المأثور والحكمة المتداولة مثل: «بغال الطاحونة»، «بشار الخير»، «ميت العصر»، «فولان وفرتلان»، «ذكريات من المستقبل» التي نشر العديد منها في السبعينات ضمن بعض المجلات العربية المتخصصة أو المؤلفات الجامعية، وحصل العديد منها على جوائز تقديرية. وتبقى ثلاثيته الأخيرة المعنونة بـ«المرتجلة» بما فيها «مرتجلة فاس»، «المرتجلة الجديدة» و«مرتجلة شميسة للا» من بين أهم الانجازات المسرحية التي أظهرت شغف الفنان الكغاط بالاشتغال على تأصيل المسرح المغربي وفق رؤية فنية ناضجة أثرت على التجربة المسرحية في المغرب وذلك من موقعه كأستاذ جامعي متخصص في الدراسات المسرحية.