خمسة مليارات دولار ينفقها مليون خليجي سنويا في مدن العالم

TT

أظهرت دراسة حديثة أن هناك ما يقرب من مليون سائح خليجي كل عام يحلقون في اجواء العالم عبر الرحلات الجوية التابعة لمختلف شركات الطيران، ينفقون خلالها أكثر من خمسة مليارات دولار.

جاء ذلك في دراسة حديثة حول «السياحة الخليجية وتكاليفها السنوية» قامت بها شركة سندباد واي (طريق سندباد) السياحية السويسرية، تتضمن أرقاما ومحطات سياحية يفضلها السائح الخليجي خلال رحلاته كل عام.

ولا تتوقف السياحة، كما تذكر سندباد وي، على دول أوروبا، بل تشمل دولا جديدة دخلت في اهتمامات السائح الخليجي، الذي «بدأ خلال الأعوام القليلة الماضية يعزف عن زيارة الدول الأوروبية، اذ لم تعد مدنها ولا طبيعتها تستهويانه كما كانت في السابق». ويذكر المسؤولون أن «أهم الأسباب التي دعتهم لهذا العزوف هو الغلاء الفاحش، كما هو الحال في لندن وجنيف وباريس وعواصم أوروبية أخرى، بالاضافة الى بعد المكان وعائق اللغة، حيث ترى الدراسة أن هذه الدول تتطلب من الأسر والمجموعات السياحية وضع مرشدين سياحيين ومترجمين مما يزيد من التكلفة الإجمالية للسياحة.

وفي هذا الصدد، قال مدير عام سندباد واي في جنيف شاكر سعيد في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «البحث قام على دراسة حركات الطيران والفنادق والعقارات الاستثمارية وجهات حكومية في الكثير من الدول السياحية».

وأضاف أن هناك دولا جديدة دخلت الساحة السياحية من أهمها الامارات العربية المتحدة، وتحديدا مدينة دبي التي صارت مكانا يجذب السياح، ليس الخليجيين فقط إنما من جنسيات أخرى، لما تقدمه المدينة من خدمات سياحية متميزة، رغم أنها، ولسنوات قليلة مضت لم تكن فيها اي مستلزمات السياحة، لكنها خلقت من الصحراء جنة سياحية عامرة بالفنادق والمرافق والخدمات السياحية، وأدركت من خلال دراسات عديدة ما يحتاجه السائح عموما».

واعترف سعيد أن «السياحة في الدول الخليجية لا تذكر بل تكاد تكون معدومة، باستثناء دبي»، لكنه في الوقت نفسه قال إن «المملكة العربية السعودية بدأت تلتفت الى هذا الجانب وتعي الدور الذي تلعبه السياحة في الجانب الاقتصادي، ومن ثم قام المسؤولون على إيجاده»، متوقعا أن «السعودية في الأعوام المقبلة سيكون لها شأن كبير في عالم السياحة لامتلاكها المناطق السياحية والمقومات التي تجعلها بلدا سياحيا».

وأشار سعيد الى أن «تركيا عادت الى سابق عهدها سياحيا، بل تفوقت على الاحصاءات القديمة، وأنها رغم ما تتعرض له من نكسات اقتصادية ومحاولة بعض الجهات ضرب سياحتها الا انه مع ذلك زادت نسبة السياح فيها، اذ تعتبر من أرخص البلدان السياحية تكلفة وأجملها. فالأسرة الخليجية التي تختار تركيا للسياحة لن يتجاوز متوسط التكلفة الاجمالية لسياحة شهر الخمسة الآف دولار، بينما لا يقل متوسط التكلفة للمدة نفسها في اي دولة أروربية عن 20 ألف دولار».

وقال سعيد إن «السياح الخليجيين يفضلون مجموعة من العواصم على غيرها، ففي الخليج هم متفقون على أن دبي هي الأجمل، أما في الدول العربية فإن القاهرة تظل الاكثر جذبا لهم ومن ثم بيروت، بينما في أوروبا، إذا اعتبرنا تركيا منها، فإنها تظل الأكثر جذبا لهم. أما في شرق آسيا فإنهم لا يزالون يكتشفون الجديد من الاماكن السياحية مثل الجزر وعواصم شرق آسيا، ولم تعد بانكوك العاصمة التايلندية تستهويهم كما كانت في السابق».

ويؤكد سعيد أن «الخليجيين لا يزالون غير مهتمين بأميركا الجنوبية، وهو أمر يعود لعدة أسباب أهمها الاعلام المغلوط الذي يركز على جانب الجريمة وعالم المافيات والارهاب والخطف، بالاضافة الى أن أميركا الجنوبية بعيدة جغرافيا وطبيعة الفرد الخليجي يفضل سهولة السفر والتنقل، ورغم ذلك فإن السائح الخليجي بدأ يحمل حقائبه الى قارة أستراليا التي أخذ يكتشف ملامحها».

وحول التكاليف الاقتصادية، أشار سعيد الى أن «المليون سائح تقريبا، ينفقون ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار سنويا على السياحة، وقد يتجاوز الرقم كثيرا في حالة وضع قائمة الإنفاق على التسوق».