الحر الشديد يقتل 40 سودانيا وسط نقص المياه والكهرباء

TT

بيروت: سناء الجاك أفادت معلومات اكدها امس مسؤول سوداني كبير ونقلتها وكالات الانباء ان اكثر من 40 شخصا توفوا بسبب موجة من الحر الشديد ضربت اخيرا مدينة بورتسودان ميناء السودان البحري المطلة على البحر الأحمر في شمال شرق البلاد.

ويعاني سكان المدينة نقصاً شديداًَ في خدمات ماء الشرب والامدادات الكهربائية ما يزيد من ازمة الحر ويفاقمها. ذلك ما اكده مواطنون تحدثت اليهم «الشرق الأوسط» امس من لندن عبر الهاتف. ورداً على سؤال عن درجة الحرارة عندهم قال عووضة النور (تاجر): يقولون انها 48 «لكني اعتقد انها اكثر من 52». وزاد شارحا أزمة شح المياه فقال ان صفيحة المياه بلغ سعرها 1500 جنيه حوالي دولار) فيما وصل سعر «تانكر» المياه الى 100 ألف جنيه (التانكر يحتوي على 7.5 طن).

وتتناقل المدينة اخبار حوادث ضربات الشمس، السبب الرئيسي للوفيات، فقال شهود عيان منهم النور ان اثنين تعرضا اول من امس في منطقة السوق لضربة الشمس. واضاف «ما يحزن ان الذي هرع به الى المستشفى توفي، اما الثاني فقد حمله مواطنون على عجل و«رموه» (على حد تعبيره) في اقرب ثلاجة كبيرة.. وذلك ما أنقذه».

ومدينة بورتسودان (اكثر من 300 الف نسمة) الميناء البحري الوحيد للسودان بعد قفل ميناء سواكن من قبل الادارة البريطانية. وقد شيدت المدينة (بورتسودان) عام 1905 كميناء لتصدير الواردات واستقبال الصادر، لكنها توسعت في ما بعد كواحدة من اكبر مدن شرقي السودان. وتشتهر بصيفها الساخن الذي تزيده الرطوبة المنبعثة على المدينة من البحر الاحمر ما يجعل الهواء ساكنا لا يتحرك، وبالتالي لا يجد جسم الانسان ما يزيح عنه ارتفاع درجة الحرارة.

غير ان البروفيسور مصطفى خوجلي الاخصائي في الطب الوقائي بالجامعة الاميركية في بيروت ورئيس قسم الطب الوقائي سابقا في طب جامعة الخرطوم، قال في بيروت لـ«الشرق الأوسط»: ان وضع المصاب بضربة الشمس في الثلج فيه خطورة لأنه يؤدي الى مضاعفات بسبب تقلص الأوردة والثلج يفاقمها. وشرح موضحا: «ارتفاع حرارة جسم الانسان تؤدي الى الغيبوبة الناتجة عن نقص في الاوكسجين». وقال خوجلي: ان الافتقار الى العلاج السريع والصحيح يتسبب في الوفاة او الشلل، مشيراً الى ان سبب الوفاة يعود الى ان ارتفاع حرارة الجسم الى أكثر من 40 درجة مئوية يترافق معه ارتفاع حرارة الدم داخل الجسم، وحين تصل الدماء الساخنة الى الدماغ تتسبب في وفاة المصاب.

وكرر خوجلي تحذيره من استخدام الثلج لتسببه في «التقليص المفاجئ». وقال: «من أفضل الوسائل لانقاذ المريض هي تمديده على سرير عادي في الظل وتبريد جسمه بماء لا تتجاوز حرارته 30 درجة.

وأشار البروفيسور خوجلي الى الأبحاث التي اجريت من قبل في السعودية في مطلع الثمانينات وشارك فيها من قسم «طب المناطق الحارة» في جامعة لندن بالاشتراك مع وزارة الصحة السعودية، اسفرت تلك البحوث والدراسات والتجارب عن اختراع جهاز يساعد الانسان على مواجهة ضربات الشمس وموجات الحر المرتفع.

يذكر ان الجهاز الذي تم اختراعه هو الجهاز المعروف بـ«جهاز مكة لتبريد الجسم» Makka Body Cooling Unit ويعمل على رش رذاذ الماء ويصاحبه توزيع هواء دافئ يحافظ على توازن حرارة الجسم ولا يعرضه للتقلص، فيما تجرى للمريض بقية الفحوصات اللازمة ويتلقى «الدربات» (المغذيات السائلة من الحقن).

ولفت خوجلي الى حقيقة ان موسم الحج بالذات ينقسم الى 15 سنة تقع في الصيف و15 سنة في طقس معتدل او شتاء، مذكرا انه بعد سنتين سيدخل موسم الحج دورته الصيفية، لافتاً الى ان الطقس في السعودية تغير نحو الاعتدال بدرجة معقولة بعد تشجير مناطق عدة منها منطقة جبل عرفات.