علماء أوروبيون يحذرون من صبغة الحناء

TT

حذر علماء اوروبيون من المخاطر الناشئة من استعمال الصبغة التي تستخدمها النساء (والرجال احيانا) لجعل الحناء اكثر سوادا، وعمرا.

ورغم ان تحذيرات كتلك كثيرا ما نشرت في العالم العربي منذ زمن بعيد، فان اهتمام الغربيين بهذا الامر طرأ بعد ان انتشرت موضة الوشم بالحناء، وصارت تقليعة منتشرة بفضل اقبال نجمات الفن والسينما ـ مثل المغنية العالمية مادونا ـ على وشم الحناء بدلا من الوشم الابري او الليزري.

وازاء كثير من الآثار المباشرة والجانبية التي تسببت فيها الصبغة، خاصة الحساسية، فان اطباء وصيادلة في كل من انجلترا والمانيا اهتموا طوال الايام الماضية بهذا الامر، لافتين كما ورد في عدد مجلة «نيوساينتست» الاخير امس، الى ان الصبغة تحتوي على مادة كيمائية هي بارفنيلين ديامين (بي بي دي).

وحسب البحوث التي اجريت على هذه المادة تأكد تسببها لالتهابات جلدية حيث تتورم البشرة وتحمر مسببة حكة شديدة.

وقال الدكتور بجورن هاوسن من مركز الامراض الجلدية في باكستيهود في المانيا «نعم وضح لنا ان استعمال الصبغة يمكن ان يديم وشم الحناء لزمن اطول، وهذا بالطبع امر غير محبذ اجتماعيا خاصة اذا كان الوشم في اجزاء ظاهرة من الجسم كاليدين والاصابع». ويضيف «لكن فوق ذلك كله فان الوشم المصبوغ يمكن ان يتسبب في احداث حساسية عالية جدا».

يذكر ان العلماء انفسهم، من دون استثناء، اجمعوا على ان «المشكلة ليست في الحناء (النبتة ومسحوقها المنشف) كصبغة طبيعية مأخوذة من نبات غير سام». ودعوا الى وضع خطة اوروبية للتوعية بمخاطر الصبغة. وزادوا «المخاطر اكبر عندما يتم الوشم لدى «الناقشين» في الشوارع والميادين العامة» وكذلك في دول العالم الثالث «حيث تنعدم الرقابة».

غير ان سيدة عربية في لندن تحدثت الى «الشرق الأوسط» عبر الهاتف اشارت الى ان «التحذير من استعمال الصبغة حدث في بلادنا منذ امد بعيد»، وذلك بعد حوادث وحساسيات اكتشفها الاطباء، خاصة عند العرائس عندما يتم وشمهن اكثر من مرة، وتحرص ناقشات الحناء على استخدام الصبغة بكثافة لضمان سواد حالك ومستمر.

وتحدثت «الشرق الأوسط» الى سيدة عربية اخرى، فضلت ايضا عدم ذكر اسمها، عن الحكمة وراء طلب اللون الاسود في الحناء وليس الاحمر، فردت «هكذا جرت العادة، ومن كانت في جيلنا حمراء الحناء فانها تعيّر بذلك»! واضافت: في زماننا كنا نستعين بالصبر لجعل الحناء تسود.. ونستعين بـ«المجلية» (عطر مستخلص من نبات المحلب) و«نطبقها» (نعيد وضعها). ولفتت الى اكثر من حادث تعرضت له عرائس في يوم فرحهن، كما نوهت الى ان المتخصصات المداومات على رسم الحناء واستخدام الصبغة معها يصبن بحساسية مستمرة ومشاكل في جهاز التنفس وتقرحات في الايدي.