هاتف محمول يخطف في باريس كل عشرين دقيقة

أغلب الضحايا من السياح الذين يضعون النقال أمامهم على طاولات مقاهي الرصيف

TT

تجد عصابات الشباب في المدن الفرنسية الكبرى لذتها في ممارسة هواية صيفية جديدة هي اختطاف الهواتف المحمولة من ايدي اصحابها. وتشير احصائية رسمية نشرت امس الى حدوث ما معدله 72 عملية نشل للهاتف المحمول يوميا في باريس، اي ان شخصا يفقد هاتفه كل عشرين دقيقة.

ويتعرض المئات من السياح لانتزاع هواتفهم من بين ايديهم اثناء استخدامهم لها في الاماكن العامة، او اختطافها من على الطاولات، بينما هم جالسون في المقاهي المنتشرة على الارصفة. وعادة ما يترك السارق ساقيه للريح، جريا او على عجلات (رولرز) ويختفي في الزحام قبل ان يفيق السائح من الوهلة.

وجاء في بيان تحذيري اصدرته شرطة باريس ان على مستعملي الهواتف المحمولة توخي الحذر في الاماكن العامة، فالنشالون يفضلون انتزاع الهاتف من صاحبه اثناء استعماله له، ليضمنوا انه غير مغلق بالشفرة السرية. كما دعا البيان الى ضرورة الاسراع بابلاغ شركة الهاتف عن السرقة، ليتم تجميد الخط، وذلك قبل ابلاغ مراكز الشرطة التي يعترف افرادها بأنهم عاجزون عن متابعة كل الحوادث.

وسجلت مراكز الشرطة في الآونة الاخيرة تعرض مئات السائقين الى اختطاف هواتفهم التي يضعونها على المقعد المجاور. ويتم النشل حين يمد احدهم يده من النافذة او يفتح باب السيارة اثناء توقفها عند الاشارة الضوئية، ليخطف الجهاز ويهرب به، وهو شبه واثق من بأن السائق لن يترك سيارته وسط الطريق ويلحق به.

وارتفعت وتيرة عمليات النشل في فرنسا بمعدل 41.5 في المائة خلال الاشهر الستة الماضية.

وفي حالة من حالتين كان المنشول هاتفا. ويعمد الكثيرون من مقتني هذا النوع من الهواتف الى التأمين عليها ضد السرقة، ليس لاسترجاع ثمنها فحسب، بل للتمكن من الغاء الاشتراك السنوي.

وانتقلت سرقة الهواتف المحمولة من العصابات المنظمة التي يديرها مهاجرون من اوروبا الشرقية، في الغالب، لتصبح هواية اطفال الشوارع في باريس. وهناك من يخطف جهازا ليجري مكالمة واحدة ثم يتخلص منه في اقرب سلة مهملات. كما يرمي العديد من النشالين الاجهزة المغلقة بشفرة سرية. ولهذا يزدحم مخزن المفقودات الواقع في شارع «موريلون» بآلاف الاجهزة التي جمعت من سلال المهملات. ولا يجري تسليم الهاتف المسروق لصاحبه الا اذا كان يحتفظ بالرقم المتسلسل للانتاج، او يعرف الشفرة.