طبيب مصري نسائي يهز واشنطن بجريمة شرف

لم يجد الدكتور زكريا محمود عويس دواء للخيانة سوى قتل زوجته الألمانية

TT

لم يجد الطبيب المصري النسائي المهاجر في الولايات المتحدة، زكريا عويس، وعمره 57 سنة، دواء يعالج به وساوس الشكوك بزوجته الألمانية، التي تصغره بثمانية أعوام، سوى ما هز به العاصمة الأميركية في الصباح الباكر من يوم الأربعاء الماضي: رصدها تنزل الى مرآب للسيارات أسفل صالون البيت، الواقع في منطقة بوتاماك الشهيرة في واشنطن، وتسلل وراءها نازلا السلم المنحدر الى حيث كانت، ليفاجئها بلكمات في مواقع، يعرف الأطباء عادة بأنها قاتلة، بضرب دموي مبرح بقضيب معدني على الرأس، ولم يتركها الا وقد رآها تلفظ الحشرجات الأخيرة كالدجاجة المذبوحة.

ابنه البكر، وهو عمر عويس، الأكبر بسنتين من شقيقه أمين، البالغ 18 سنة، كان في غرفة النوم حين سمع تأوهات لمتألم من الضرب واللكمات، تترامى اليه من المرآب، فظنه من شجار روتيني يحدث هناك كالعادة بين أبويه، المتزوجين منذ 20 سنة. الا أنه أسرع الى الهاتف متصلا بالشرطة، بعد أن بالغ الوالد بعض الشيء.

دقائق مرت، ووصلت دورية الى المكان، فاذا بها تجده يحاول الخروج من البيت، وثيابه ملطخة ببقع من دم، وصلت بعض قطراته حتى الى نظارتيه، فاعتقله رجال الشرطة، ثم وصلت سيارة اسعاف، حملت الزوجة هامدة الجثة الى مستشفى قريب.

وفي تحقيقات أولية مع د. عويس، اكتشفوا أنه كان يعاني من وساوس الشك بسيرة الزوجة، لعلاقات لها مع أحدهم يجهل هويته، حيث عانت عائلته هناك من سوء سمعتها، لكثرة أسفارها للقاء صديق في الاسكندرية بشكل خاص، يمضي معها أيام الرحلة. وكان عويس يصبر على ما يسمع بالهاتف، طالبا على الأقل اثباتا على ما يقال، حتى بلغ السيل الزبى قبل شهر، حين تلقى مكالمات من العائلة تستصرخه أن يضع حدا لزوجته «دايرة على حل شعرها الأشقر» منذ وصلت الاسكندرية قبل شهرين بعد أن قالت للقيّمين على شركة تعمل فيها سمسارة عقارات بواشنطن، إنها ستمضي الصيف بألمانيا، حيث تعيش والدتها. الا أنها كانت في الاسكندرية، فطار عويس سريعا الى هناك.

وراقبها لأسبوع، فتذكر العادات والتقاليد حين رأى ما كان في الماضي شكوكا، وتذكر أن صيدلية الشرف الرفيع لا تبيع على رفوفها الا دواء واحدا للمصابين بعلة الخيانة مثله، فقرر أن يتناوله، وهو كالعلقم عليه.

عاد قبلها بيوم واحد الى واشنطن، وانتظرها حتى وصلت الثلاثاء الماضي، فكان لقاء بينهما، شعرت معه باطمئنان، فنامت. أما عويس، فلم ينم، بل ظل يتأمل ويفكر، عله يعثر على دواء آخر لشرف رفيع يعل من أذى جاءه من قلب الدار. الا أن شمس الصباح طلعت وليس في الجعبة سوى الترياق الوحيد، فكان ما كان.

وأمس، اتصلت «الشرق الأوسط» بابنيه، عمر وأمين. الا أن أحدا لم يرد من الجانب الآخر على الخط الحزين. لكن صديقا له هناك، قال ان عويس، المتهم بالقتل العمد تمهيدا لمحاكمته عما قريب «حزين، فقاضي المحكمة رفض التماسا منه بأن يشارك في تأبين زوجته» التي دفنت أمس. وهو حزين على ولديه أيضا، اذ ليس لهما سوى شقيقه الدكتور ابراهيم عويس، أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة جورج تاون، وهو شهير وأصبح أكثر شهرة العام الماضي حين استقبله طالب سابق في الجامعة وهو الرئيس السابق بيل كلينتون، ليشكره على «تعليمي دروسا بالاقتصاد على يديك لا أنساها» على مرآى ومسمع ابنته ياسمين وابنه كريم.

واتصلت «الشرق الأوسط» بالدكتور ابراهيم، عبر البريد الالكتروني، لعله يرغب في أن يقول شيئا. الا أن العذر هو دائما الى جانب المبتلين بالمآسي.

=