تصاعد الأزمة بين باريس ولندن بسبب الهجرة السرية عبر نفق المانش

TT

تشك السلطات الفرنسية في ان عمليات التسلل الجماعية المكثفة التي جرت خلال الايام الماضية لعبور نفق المانش من فرنسا الى بريطانيا، كانت للتمويه ولتغطية محاولات اخرى للتسلل جرت في معابر اخرى.

وتطورت الازمة القائمة منذ اشهر بين باريس ولندن بسبب افواج المتسللين الذين يتدفقون بالمئات من الاراضي الفرنسية، عبر النفق الذي يبلغ طوله 35 كيلومترا، في اتجاه الجزيرة البريطانية. وجاء التصعيد بعد انباء عن احتمال فتح مركز ثان لتجميع اللاجئين قرب الحدود، وكذلك بعد افشال محاولتين جماعيتين للتسلل في شاحنة وسيرا على الاقدام، جرت الاولى مساء السبت الماضي في كوكيل والثانية صباح الاحد في دوفر.

ويتهم البريطانيون نظراءهم الفرنسيين بالعجز عن لجم موجات المهاجرين السريين من كل الجنسيات الذين يعبرون الاراضي الفرنسية باتجاه «بلد الضباب» الذي اصبح «ارض الميعاد» الجديدة، نظرا للامتيازات الممنوحة لطالبي اللجوء في بريطانيا، قياسا بغيرها من الدول.

وتجد شركة «يوروتونيل» التي تدير نفق المانش، نفسها بين مطرقة لندن وسندان باريس. فمن جهة فشل المسؤولون عنها في استصدار حكم قضائي فرنسي باغلاق معسكر «سانجات» لتجميع المهاجرين على الحدود الفرنسية قرب مدينة كاليه، بعد ان اصبح نقطة الانطلاق الرئيسية للمتسللين الذين يعاودون الكرة مرات عديدة، ومن جهة اخرى تواجه الشركة تهديدا من لندن يفرض عليها ان تدفع غرامة تزيد على ثلاثة آلاف دولار عن كل مهاجر غير قانوني يلقى القبض عليه متسللا عبر النفق او في قطار «يوروستار».

يذكر ان معلومات صحافية اشارت في لندن، اخيرا، الى ان وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت طلب من نظيره الفرنسي دانييل فايان اغلاق مركز سانجات القريب من النفق، ويشرف عليه الصليب الاحمر، مع تردد انباء عن احتمال فتح مركز آخر لاستيعاب المهاجرين الذين يقدرون بالمئات.