شهر عسل ولي عهد النرويج في نيويورك يتحول إلى كابوس والعروس تخشى العودة بالطائرة

TT

نجا امراء واميرات اوروبيون من الموت في نيويورك الاسبوع الماضي، إذ تصادف وجودهم قرب بنايتي مركز التجارة الدولي اللتين اجتاحتهما طائرتان صباح الحادي عشر من هذا الشهر. وبين الناجين سارة دوقة يورك والأميرة اليونانية الكسندرا اللتان كانتا في محيط البرجين المنهارين، وكذلك الأمير هاكون ولي عهد النرويج وعروسه ميت ماريت اللذان يقضيان شهر العسل في اميركا، والأمير اليوغوسلافي ديمتري المقيم في نيويورك.

وقالت سارة فيرجسون الزوجة السابقة للأمير اندرو نجل ملكة بريطانيا في حديث لمجلة فرنسية، انها كانت في طريقها الى البرج الشمالي من مركز التجارة الدولي حين ارتطمت به الطائرة. واضافت ان الزحمة في احد المفارق اعاقها عن الوصول في الوقت المحدد الى اجتماع في الطابق 101 من المبنى، حيث كان ينتظرها مسؤولو الفرع الاميركي للمؤسسة الخيرية التي ترأسها «فرص للأطفال».

ووصفت سارة وقائع الانفجارين اللذين حدثا على مبعدة امتار منها، و«مطر الرماد» الذي تساقط فوق الرؤوس، وتأثرها الشديد لفقدان زملائها الذين حاصرتهم النيران في المبنى. واشارت الى انها باشرت جمع التبرعات لأطفال رجال الانقاذ الذين قضوا في الحادث.

في تلك الاثناء كان الأمير اندرو طليق سارة يحلق في الجو على متن طائرة متجهة الى نيويورك، شأنه شأن العاهل الاردني الملك عبد الله. وقد جرى تحويل مسار الطائرة الى وجهة اخرى بناء على تعليمات السلطات الاميركية.

وكانت الأميرة الكسندرا الابنة الكبرى للأمير اليوناني مايكل في موقع الحادث ايضا. وقالت انها كانت تقود سيارتها صباح الثلاثاء من بيتها في نيويورك الى مشغل والدتها جنوب حي مانهاتن، على مسافة لا تبعد كثيرا عن مركز التجارة الدولي. واضافت انها شاهدت برجي المركز يشتعلان اولا، ثم ينهاران أمام ناظريها وكأنها في فيلم سينمائي، الى ان انتبهت الى ان الجميع من حولها يركض ويبكي، فابتعدت بدورها وغادرت المنطقة قبل دقائق من تطويقها.

وفي اوسلو، عاش القصر الملكي وجهاز المخابرات ساعات عصيبة بعد التفجيرات لأن ولي عهد النرويج الأمير هاكون وعروسه ميت ماريت موجودان في نيويورك لقضاء شهر العسل. ثم تبين ان العروسين غادرا المدينة عشية الحادث الى منتجع «لونج آيلاند» القريب، وتابعا مشهد احتراق برجي مركز التجارة الدولي من شرفة الفندق الذي اقاما فيه، وكأنهما في كابوس لا يصدق.

وبسبب انقطاع خطوط الهاتف في نيويورك بعد الساعات الأولى للحادث، لم يتمكن هاكون من الاتصال بالقصر الملكي في اوسلو. وقد اصدر القصر بعد ذلك بيانا رسميا افاد بأن الأمير والأميرة بمنجى من الخطر، وان السلطات تبحث عن وسيلة مناسبة لاعادتهما الى النرويج، لأن العروس ميت ماريت ما زالت تحت الصدمة ولا يمكنها أخذ الطائرة.

أما الأمير اليوغوسلافي ديمتري الذي يقيم في نيويورك منذ عشر سنوات، فلم يصب بأذى، لكنه فقد اصدقاء في انهيار البرجين، وقال ان الجو شديد التوتر في المدينة وان غيمة من الدخان تسمم الهواء.

يذكر ان رضا بهلوي، الابن البكر لشاه ايران الراحل، اصدر من مكان اقامته في واشنطن بيانا اعرب فيه عن صدمته لما جرى في نيويورك، قائلا ان عددا كبيرا من اصدقائه ومواطنيه الايرانيين يعملون في مركز التجارة، لكنه ما زال يجهل اسماء الضحايا واعدادهم.