بريطانيا تودع الملكة الأم لمثواها الأخير

ولدت والعربات تجرها الخيول.. وماتت فأرسل المعزّون برقياتهم عبر الإنترنت

TT

لندن ـ وكالات: توقفت الحركة في بريطانيا أمس الثلاثاء لتشييع جنازة الملكة الام مع تجمع افراد العائلة المالكة وملوك وملكات من الخارج مع عامة الشعب لوداع السيدة التي اظهر موتها ان الحياة مازالت تدب في اوصال الملكية البريطانية.

ورغم الحزن على وفاتها كانت الحالة العامة في الشوارع ايجابية وحددت القصيدة التي اختارتها لجنازتها ايقاع اليوم. وتقول القصيدة «يمكن ذرف الدموع على وفاتها.. او الابتسام لانها عاشت هذه الحياة».

في حين لم تدهش وفاة والدة الملكة اليزابيث عن 101عام احداً عشية عيد القيامة، الا ان تدفق المشاعر الذي جاء في اعقاب ذلك اذهل الجميع. فخرج عشرات ألوف البريطانيين رغم البرد القارس للاحتشاد في لندن والقاء النظرة الاخيرة على حقبة من التاريخ.

عندما ولدت هذه السيدة المتحدرة من اسرة ارستقراطية اسكوتلندية كانت لا توجد في الشوارع سوى العربات التي تجرها الخيول وعندما ماتت ارسل المعزون برقيات العزاء عبر البريد الالكتروني.

وفي الساعة 1030بتوقيت غرينتش دقت اجراس وكتدرائية وستمنستر بوسط لندن بعدد سنوات عمرها الذي امتد على طول القرن العشرين بحربيه العالميتين وتحول بريطانيا من التقاليد الفيكتورية الى الحداثة الالكترونية.

وحضر مراسم الجنازة ملوك وملكات من سبع دول. وسار النعش من «وستمنستر آبي» الى ميدان البرلمان قبل ان يكمل طريقه الى قصر بكنغهام ثم غربا الى قلعة وندسور في غرب لندن. ونقلت مراسم التشييع مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون الى ملايين المشاهدين. كما نشرت الشرطة البريطانية 2500 عنصر بينهم عناصر من فرقة مكافحة الارهاب في العاصمة البريطانية.

وتوقفت الحركة في اغلب ارجاء بريطانيا اثناء الجنازة حيث اغلقت الهيئات الحكومية ومطار هيثرو والمتاجر الكبيرة والبورصة او توقفت قليلا للحداد.

لكن هذه الوفاة اظهرت بعث شيء ما في الاسرة المالكة فقد اتضح ان البريطانيين ما زالوا متعلقين بالملكية التي يصفها الكثيرون بأنها لم تعد سوى اثر تاريخي يجتذب السياح.

واظهر استطلاع نشرته صحيفة «الاندبندنت» أمس الثلاثاء ارتفاعا كبيرا في التأييد للملكية منذ وفاة الملكة الام يوم السبت قبل الماضي.