الأولاد في لبنان يتحولون إلى رجال أعمال من سن التاسعة

TT

تحوّل عدد من الاولاد اللبنانيين، الذين تتراوح اعمارهم ما بين 8 و15عاماً، الى رجال اعمال مارسوا التجارة من بابها العريض عندما ساعدوا اهلهم بالتخلص من مقتنيات قديمة كالكتب والاسطوانات والحلي وباعوها خلال معرض الاعمال التجارية الخاص بالاولاد الذي اقيم في بيروت اخيراً.

فقد استطاع اكثر من 50 ولداً ان يحققوا ربحاً تجاوز 200 دولار لكل واحد منهم خلال تجربة فريدة من نوعها يعرفها اطفال لبنان، للمرة الاولى، اتاحت لهم الالمام بكيفية التعامل مع المال على صعيدي كسبه وصرفه. وذلك من خلال استخدام احد المراكز الترفيهية لمدة ثلاثة ايام متتالية سوقاً شعبياً توزعت فيه البسطات والواجهات، فضمّت سلعاً تجارية مختلفة، هي عبارة عن اغراض بحالة جيدة جلبوها من بيوتهم بهدف التخلص منها عن طريق البيع. وتنوعت هذه الاغراض التي اختارها الاولاد وبتشجيع من اهلهم، ما بين الاشغال اليدوية والحرفية والكتب المستعملة والحلي والالعاب.

اما هدف المعرض، كما اشارت زينة شريف، احدى المسؤولات عن تنظيمه، هو اعطاء الولد فكرة واضحة عن قيمة المال وصعوبة الحصول عليه، وبالتالي حثّه على تحمّل المسؤولية في سن مبكرة. واستشهدت زينة بالبلدان الاوروبية والاميركية التي تعلّم اولادها كسب مصروفهم اليومي من خلال مزاولة بعض الاعمال السهلة. وقد تم تدريب هؤلاء الاولاد قبل اسبوع من بدء المعرض على كيفية التعامل بالمال، وتوعيتهم لجهة شراء الاغراض ووصولها الى رفوف المحلات وتعريفهم على قواعد المعاملات المصرفية والتأمين وحملات الاعلان. ومن المنتظر ان يصار في شهر يوليو (تموز) المقبل، وخلال معرض مماثل، الى ادخال افكار جديدة تعرّف الاولاد على كيفية فتح دفتر حساب مصرفي.

وجاءت ردة فعل الاولاد طريفة وبريئة في نفس الوقت، اذ وقفت فتاة في التاسعة من عمرها تقول لزميلتها: «الآن عرفت كم يشقى والدي في عمله للحصول على المال من اجلنا». فيما اعتبر مروان، وهو في الثانية عشرة من عمره، ان مهنة البائع (السيلزمان) كما هو معروف عالمياً، مهنة صعبة، لا يتمنى ان يمارسها يوما ما لأنها تتطلب من صاحبها ان يتكلم كثيراً.

وتنوعت اسعار السلع ابتداء من ألف ليرة حتى 50 الف ليرة لبنانية، وسيّر المعرض اشخاص متخصصون من رجال الاعمال ليشرفوا عن كثب على نتائجه وكيفية تجاوب الاولاد مع الزبائن.

وتجدر الاشارة الى ان هذا المعرض الذي يقام مثله في عواصم اوروبية منها لندن وباريس، يحل لأول مرة في لبنان.