الحنطور والحمار أحدث وسائل الترويج السياحي في لبنان

TT

تشهد المدن اللبنانية حاليا تقليعة جديدة في شوارعها، تضفي البهجة على طرقاتها، الا وهي عربة الخيل او «الحنطور» كما هي التسمية في لبنان. وقد ارتأى اخيراً بعض رؤساء البلديات ان تصبح وسيلة ترفيه جديدة تساهم في جذب اكبر عدد من الزوّار.

فخلال زيارة مدينة عاليه في جبل لبنان او بولفار منطقة الضنية في كسروان او ميناء طرابلس في شمال لبنان، لا بد ان تلفتك عربة الحنطور يجرها حصان ابيض او اسود وقد زخرف هيكلها بالأحمر والذهبي مما يذكرك بعربات مثلها، راجت في الماضي ولا سيما في الأربعينات.

فبعد اليوم لم تعد تقتصر وسائل الترويج للسياحة في لبنان على حسن الضيافة والخدمة الممتازة وتسهيل مهمة التنقل للضيف بل تطوّرت لتطال وسائل ترفيهية تشد انتباه الزوّار، لا سيما الأجانب منهم، كالحمار وغيره من وسائل النقل البدائية التي عرفها لبنان في الماضي.

ويقبل اللبنانيون قبل غيرهم على استعمال هذه الوسائل الترفيهية في نزهاتهم الى مدن معينة، وحين يمتطونها يلتقطون صورة فوتوغرافية لتبقى حية في ذاكرتهم.

ويرى رئيس بلدية مدينة عاليه الذي يقف وراء تسيير الحنطور في عروس المصايف ان الناس تحن الى كل ما له علاقة بآبائهم واجدادهم، ويأتي الحنطور من بين وسائل النقل التقليدية التي عرفها لبنان في الماضي. ويضيف بأن عاليه عرفت باستضافتها في الماضي اجمل سيارات فورد «ابودعسة» ولذلك خصصت احدى ساحاتها للسيارات. اما كلفة القيام بجولة على الحنطور والتي لا تزيد عن العشر دقائق فتبلغ ثمانية آلاف ليرة لبنانية اي حوالي الخمس دولارات اميركية، وتخوّل راكبه ان يتفرّج على اسواق عاليه مرفهاً عن نفسه من على مقعد جلدي يغطي هيكل ملوّن وقد استقدما خصيصاً من القاهرة.

وكما الحصان كذلك الحمار، اصبح يشكل عنصراً من عناصر الترويج للسياحة في لبنان وقد اعتمدته بعض المدن والقرى لاجتذاب اكبر عدد ممكن من الزوار والسيّاح.

ففي بلدة دير القمر مثلاً باستطاعتك ان تقوم بجولة على ظهر حمار تستقله من امام قصر موسى الواقع وسط البلدة لقاء خمسة آلاف ليرة لبنانية (حوالي ثلاث دولارات اميركية). وكذلك باستطاعة الأطفال ان يتنقلوا على حمير بأحجام صغيرة ولا يتجاوز عمرها السنة الواحدة. اما في بلدة روم الجنوبية فقد اعطيت للحمار اهمية أكبر، حيث ينظم نادي البلدة سنوياً سباقاً خاصاً بها ينال اصحابها على اثرها جوائز قيمة، فيما لا يكلف القيام بجولة على الحمار فيها سوى ثلاثة آلاف ليرة لبنانة اي ما يوازي دولارين فقط.