دروس خاصة لحناجر الفنانين اللبنانيين اتقاء من «النكسات الصوتية»

TT

كابوس فقدان الصوت يرافق بعض الفنانين في لبنان، حتى ان احدهم بلغ به هاجس فقدان صوته حداً جعله يلجأ الى شركة تأمين عالمية، لها فرع في لبنان، لاجراء بوليصة تأمين على صوته، يتقاضى بموجبها مبلغاً يفوق المائتي الف دولار اذا ما اصيب صوته بأي مكروه. وهذا الكابوس لا يرافق نجوم الطرب فقط بل ايضاً المذيعين والممثلين، لا سيما ان احدهم اضطر للبقاء مدة ستة اشهر دون عمل لاصابته بـ«نكسة صوتية» اثر تناوله سائلاً يحتوي على مادة ضارة، فيما لجأت المطربة جاكلين خوري العام الماضي الى اشهر الاختصاصيين في الأوتار الصوتية في لبنان وباريس لاستعادة صوتها بعدما اختفى اثر جهد في العمل. ولأن الصوت يشكل مصدر رزق لدى المطربين، كما الممثلين والمذيعين، فقد شارك هؤلاء في ندوة بعنوان «كيفية العناية وصيانة اصوات المحترفين» تلقوا فيها دروساً خاصة وحركات تدريبية للحفاظ على اصواتهم.

ويؤكد صاحب الفكرة نقيب الفنانين السابق احسان صادق: «ان من عادتنا نحن الفنانين القيام بفحص دوري لسياراتنا او لجهاز التكييف او للمصعد في العمارة التي نسكنها، انما نادراً ما نفكر بصيانة صوتنا. لذلك توجب علينا القاء الضوء على هذه الناحية لجهة الممثل او المطرب ليتسنى له الابتعاد عما يمكن ان يضر بمصلحته».

الدكتور عبد اللطيف حمدان مدير المركز الطبي للاختصاصات الصوتية في مستشفى الجامعة الأميركية شرح لـ«الشرق الأوسط» المشاكل التي تعترض صوت الفنان من خلال غياب المرونة عنه او الغناء غير الصحيح او التلفظ بترددات غير سليمة واخراج الهواء بطريقة غير صحيحة، واشار الى ان افضل النصائح التي تقدم بهذا الصدد هي الابتعاد عن الصراخ، والهمس وعدم الاكثار من الكلام، اضافة الى اتباع نظام غذائي معين يلغي التدخين والقهوة والكحول والشاي من معجمه.ويؤكد الدكتور حمدان ان الصوت يبدأ تقدمه في السن بعد الخامسة والستين من عمر الشخص، وان اي صدمة نفسية يتعرض لها صاحبه قد تؤذيه وتجعله يختفي.وتجاوب عدد من الفنانين بسرعة مع الارشادات التي قدمت لهم، واشارت الممثلة سميرة بارودي انها سعيدة كون النقابة في عيدها العاشر فكرت بصوت الفنان. اما المطرب علاء زلزلي فأشار الى ان هذه الدروس والندوات مفيدة للفنانين عامة كون الصوت كنز الفنان. واعترفت المذيعة نوال ليشع عبود انها بعد اليوم ستتحدث بصوت هادئ وستبتعد عن الصراخ وتناول القهوة لأنهما يشوّهان الصوت ويفقدانه عذوبته.

وتجري الاتصالات حالياً ما بين نقابة الفنانين المحترفين واحدى شركات التأمين في لبنان، لتوقيع اتفاق بينهما يتيح للفنانين عامة، اضافة الى المذيعين، التمتع بتأمين طبي خاص لأصواتهم، بحيث يستطيعون اجراء فحص دوري للحد من المشاكل التي تواجههم في هذا المجال، لا سيما ان المنتجين بشكل عام هم اول المتأذين من مشاكل الصوت لدى الفنان، اذ يتكبدون خسائر كبيرة بالمقابل عند الغاء حفلة او يوم تصوير. وكانت دراسة اخيرة قامت بها احدى شركات التأمين في لبنان قد لاحظت ان حالات التأمين التي كان يبادر اللبنانيون الى اجرائها في الثمانينات واوائل التسعينات على اعضاء الجسم، تدنت نظراً لارتفاع تكاليفها ضعف ما كانت عليه في الماضي من ناحية ولانشغال اللبناني بمواضيع ومشاكل يومية اخرى تطلبت منه مصاريف اضافية دفعته للتخلي عن هذه التأمينات.