الكتب المدرسية المستعملة.. تقليعة جديدة لطلاب لبنان

TT

يشهد شراء الكتب المدرسية المستعملة في لبنان رواجاً ملحوظاً من قبل الأهالي والتلاميذ الذين باتوا يعتبرونها عنصراً مهما من عناصر التسوق الناجح للعام الدراسي الحالي.

وفيما كان شراء هذا النوع من الكتب محصوراً في الماضي بطبقات اجتماعية محدودة الدخل، انتشر اليوم بشكل لافت بين جميع الطبقات حتى صار بمثابة تقليعة متبعة وغير قابلة للمنافسة لمردودها الايجابي على جيب اللبناني.

فالمعروف ان شراء الكتب المدرسية المستعملة يبقى اوفر على صاحبها من الجديدة منها، ذلك ان سعرها ينخفض الى النصف تماماً، واحياناً اقل من النصف اذا ما كانت حالة اغلفتها او صفحاتها قريبة من الاهتراء.

ويتخلص التلامذة عادة من كتبهم مع بداية كل عام دراسي، فيحملونها بأنفسهم الى المكتبات او حرم المدارس التي ينتسبون اليها مستحدثين بسطات بدائية يعرضون فيها ما لديهم.

ويجمع عدد من اصحاب المكتبات وعدد من العاملين فيها ان 75 في المائة من اللبنانيين باتوا لا يشترون سوى الكتب المستعملة، ويحاولون الحصول عليها في الأيام الأولى من الموسم ليتسنى لهم اصطياد الأفضل بينها والتي تتمتع بحالة جيدة.

ووصلت نسبة شراء هذه الكتب العام الحالي ذروتها، بحيث لوحظ وجودها في مختلف المكتبات. بينما كان الأمر يقتصر سابقا على بعضها والتي تعلن عن ذلك من خلال وضع ملصقات على واجهاتها الزجاجية.

وتصل اسعار بعض الكتب المستوردة الى 40 الف ليرة لبنانية ما يوازي الـ 27 دولاراً اميركياً، اما المحلية منها فلا يزيد سعرها على العشرين الفاً (15 دولارا) وتباع مستعملة بنصف سعرها.

وكانت ساحة اللعازارية في وسط بيروت في الأيام الخوالي تكتظ بالأهالي والتلاميذ الذين كانوا يأتون من مختلف المناطق للتخلص من كتبهم القديمة، فيفترشون الأرصفة ويحولوها الى مكتبات جوالة تبيع الكتب التي لم يكن يزيد سعرها عن الخمسين او مائة قرش لبناني.

وتتصدر احاديث النسوة في الصبحيات البيروتية التكاليف التي يتكبدنها لتأمين كتب اولادهن، وتصاب فئة منهن بالخيبة والندم عندما تعلم نسبة التوفير التي حققتها رفيقاتها من خلال شراء الكتب المستعملة فيشعرن بعقدة الذنب لعدم مساهمتهن في سياسة التوفير المتبعة حالياً بين افراد العائلة الواحدة. فيما يبقى شراء الكتب المدرسية الجديدة محصوراً بالأثرياء والعائلات التي لا يتجاوز عدد اولادها الاثنين.