والدة رئيس وزراء فرنسا السابق «قررت» مغادرة الحياة بهدوء

أم ليونيل جوسبان تظاهرت في تسعينها ضد وزير الصحة في حكومة ابنها

TT

توفيت في باريس ميراي جوسبان، 92 عاما، والدة رئيس وزراء فرنسا السابق ليونيل جوسبان. وجاء في النعي الذي صدر عن الاسرة انها «قررت ان تغادر الحياة بهدوء في السادس من هذا الشهر».

واتصل الرئيس جاك شيراك، هاتفيا، برئيس وزرائه الاشتراكي السابق، ومنافسه على الرئاسة، لكي يقدم اليه التعازي.

ورغم انها عاشت بعيدة عن الاضواء، فان السيدة العجوز لفتت انتباه وسائل الاعلام قبل سنتين، عندما نزلت الى الشارع للاشتراك في تظاهرة قامت بها الممرضات امام وزارة الصحة للمطالبة بزيادة مرتباتهن.

وقالت للصحافيين، يومها: «ليس من المقبول ان تكافأ العاملات في اجمل مهنة في العالم مكافأة شحيحة مثل هذه».

وامضت والدة جوسبان اكثر من نصف قرن من حياتها في العمل قابلة تتنقل على دراجة هوائية لتوليد الحوامل في الريف الفرنسي. وعرف عنها انها كانت تلبي النداء وتؤدي الواجب في اصعب الظروف المناخية، وكذلك تحت القصف اثناء الحرب العالمية الثانية.

وبعد تقاعدها، راحت ميراي جوسبان تتطوع للعمل في مناطق افريقيا الفقيرة لمساعدة النساء اللواتي يلدن في القرى او الفتيات من ضحايا الاعتداءات الجنسية. وكانت قد اوصت، في حال وفاتها، باعطاء اعضائها لكلية الطب في جامعة باماكو وطلبت من ابنائها التوقيع على تعهد بعدم نقلها لتدفن في فرنسا.

وانضمت ميراي جوسبان، في اواخر حياتها، الى اللجنة الراعية لجمعية «الموت بكرامة» التي تطالب بحق المرضى الميؤوس من حالاتهم في اختيار ما يسمى بالموت الرحيم.

ورفضت، بعد ان اقعدتها الشيخوخة، جهاز التلفزيون الذي قدمه لها اولادها الاربعة هدية في عيد ميلادها التسعين، لكي تشاهد من شاشته ابنها رئيس الوزراء وهي مستلقية في فراشها. وقالت لابنائها: «هل تريدون تحويلي الى عجوز طريحة الفراش؟ اريد كومبيوترا بدل التلفزيون».

يذكر ان السيدة العجوز واصلت قيادة سيارتها الصغيرة من نوع «رينو 5» حتى فترة قريبة «حرصا على ارواح الاخرين» حسب قولها.