قيظ «أصيلة» طارد زوارها فاحتموا بألوان معارض مركز الحسن الثاني

TT

كن ثلاث صبايا وصبي، يتجولون ذلك الصباح في بهو المعارض بمركز «الحسن الثاني للملتقيات الدولية» في أصيلة، يتأملون لوحات فاروق حسني، وزير الثقافة المصري وحسين الميلودي التشكيلي المغربي القادم من الصويرة (جنوب المغرب).

أمام إحدى لوحات حسني التي يطغى عليها اللونان الأزرق والأسود طلبت إحدى الصبايا من الصبي أن يلتقط لها صورة وهي مفترة الثغر. لبى الفتى الطلب وضحكا.

سألته باسمة عن رأيه في اللوحة فقال بكلمة مغربية «زوينة» أي جميلة. حول طاولات المقصف جلس بعض الصحافيين يرشفون كؤس الشاي المغربي المنعنع، الذي يقال إنه يروي الظمأ في مثل هذا النهارات القائظة، يتصفحون صحفا يحررها هذه الأيام محررون أجبرتهم ظروف العمل على البقاء في «المطبخ»، لذلك يفضلون مناوشات مثيرة أكثر من الركض خلف أخبار شحيحة في شهر العطلات.

تحلق حول طاولة أخرى مجموعة من السياح الاسبان مع أطفالهم. طلبوا من النادل قناني مياه معدنية مثلجة.

يقوم على خدمة مرتادي مركز الحسن الثاني ثلاثة شبان:

غزلان ومحسن وعبد السلام. الأولان يتابعان دراستهما الثانوية في حين احترف الثالث مهنة النادل.

عندما جلس السياح الاسبان هرع إليهم عبد السلام، وحرص محمد الغول، وهو شخص لطيف لا علاقة له باسمه العائلي، على التأكد من حسن الخدمة. في هذا الحر القائظ يرتدي الغول ربطة عنق حين يدخل قاعة الندوات يحمل صينية، مليئة بكؤوس الشاي لتقديمها للمشاركين مع ابتسامة لا تفارق محياه.

كؤوس الشاي لتبريد حرارة النقاش والابتسامة كناية عن الترحيب. «الغول» يجيد مهنته.

فتاتان جميلتان ترتديان زي الاصطياف تمشيان الهوينا تبتسمان وتتأملان لوحات حسني والميلودي، تعلقان بحديث هامس وتلتفتان أحيانا، ترمقان الجالسين بغنج ودلال.

ذلك النهار لم تكن هناك ندوات في إطار موسم أصيلة، لكن كل شيء يسير سيره المعتاد، في المدخل يقوم الساهرون على الأمن بعملهم بلباقة وكياسة. سكرتارية المهرجان مثل خلية نحل. فتيات يجلسن خلف طاولة مستديرة تعرض عليها للبيع كتباً وألبومات تؤرخ لأصيلة الأمكنة والناس والزمان.

في الطابق العلوي إدارة المهرجان ترصد وتتابع كل شيء.

مكتب مدير المركز، رشيد أمحجور، تحول إلى ملك مشاع للصحافيين، يستعملون تجهيزاته. وهو راض عما يفعلون.