استمرار تداعيات مقتل الفنانة ذكرى في الوسط الفني التونسي

TT

ما زالت تداعيات مقتل الفنانة التونسية ذكرى محمد تلقي بظلالها على الوسط الفني بتونس على الرغم من مرور 48 ساعة على موكب دفن المطربة ذكرى الذي شارك فيه وزير الثقافة التونسي الدكتور عبد الباقي الهرماسي والسفير المصري في تونس مهدي فتح الله الى جانب افراد عائلتها ولفيف كبير من الفنانين التونسيين والمصريين والعرب الذين وفدوا الى تونس على متن طائرة خصصتها شركة «روتانا» التي يملكها الامير الوليد بن طلال رجل الاعمال السعودي.

وتسود اوساط الفنانين التونسيين حالة من الحزن والحيرة والتساؤل حول فرضيات عديدة افرزها هذا الحادث المروّع، وبشكل خاص انعكاساته على مسيرة عدد من الفنانين التونسيين المهاجرين في الشرق وارتباطاتهم العاطفية من خارج الوسط الفني والتي قد تؤدي الى مثل هذه الفواجع.

ويرى بعض الفنانين التونسيين ان الحشد الكبير من فناني مصر الذين هبّوا لمواكبة جنازة المطربة ذكرى في تونس قد جاء ليدلل على ان الفن المصري وفنانيه لا يتحملون وزر هذه الجريمة التي جاءت من خارج الوسط الفني، في اشارة الى ان المطربة الراحلة ذكرى كان قد سبق لها الزواج بالفنان المصري هاني مهنا واستمر هذا الزواج لعدة سنوات من دون مشاكل الى ان تم الانفصال بينهما بهدوء وبدون خلافات، بل على العكس فقد اصبحا صديقين تربطهما علاقة مهنية هي علاقة الفن.

وتوقع بعض الفنانين التونسيين ان تؤثر هذه الحادثة بشكل سلبي على هجرة بعض الاصوات التونسية باتجاه مصر، في اشارة الى ما ذكرته مطربة تونسية صاعدة هي فائزة المحرصي بأنها قطعت اقامتها في مصر والتي كانت تتطلب منها البقاء في القاهرة لمدة شهرين لانجاز بعض الاعمال الفنية وان الصدمة التي تلقتها الآن تمنعها من العودة الى مصر.

وتواصلت في تونس وخاصة على الصعيد الاعلامي ردود الفعل المنددة بهذه الجريمة البشعة. وتسابقت الصحف التونسية في تخصيص صفحات كبيرة للمطربة الراحلة ذكرى محمد وخصالها وما قدمته للفنين التونسي والعربي. وانتقدت بعض هذه الصحف ما يروّج في بعض الصحف المصرية عن ان سبب اقدام رجل الاعمال المصري ايمن السويدي على ارتكاب هذه الجريمة البشعة يعود الى شكه في سلوك المطربة ذكرى وخيانتها له.

وقد ظهر التأثر الشديد على غالبية الفنانين التونسيين والمصريين الذين واكبوا عملية دفن المطربة ذكرى في مقبرة «سيدي يحيى» بمنطقة العمران بتونس، وبشكل خاص المطرب المصري ايهاب توفيق الذي اصر على مرافقة الجثمان في عربة الدفن وكذلك انزال الجثمان مع آخرين الى مثواه الاخير. ولم يستطع تمالك نفسه منذ ان هبط الى مطار تونس حيث كان دائم البكاء وتلاوة القرآن الكريم، الى جانب العديد من الفنانين والفنانات على غرار الهام شاهين وهالة صدقي ولطيفة العرقاوي وصابر الرباعي ولطفي بوشناق وامينة فاخت ومحمد الجبالي ونجاة عطية وصوفية صادق وهاني مهنى وحلمي بكر وصلاح الدين الشرنوبي وغازي العيادي وخالد نبوي والمطرب الليبي المهاجر في مصر حميد الشاعري والشاعر الليبي علي الكيلاني.