دراسة لبنانية: السائقون يتهمون المشاة بعدم الاعتراف بالأرصفة و«السير في الشوارع وكأنها ملك لهم»

TT

في استطلاع طريف اجرته احدى الشركات الخاصة لبيع السيارات الاوروبية تبين ان 65 في المائة من اللبنانيين يصابون بالتوتر من جراء قيادة السيارة وان 21 في المائة يفضلون ان يحظوا بسائق خاص، فيما ابدى 14 في المائة انزعاجهم من قيادة الجنس اللطيف للسيارة لأنه حسب رأيه «المسبب الاول لزحمة السير على الطرقات». ويلعب المشاة دوراً اساسياً في هذا المجال وثمة حرب باردة موجودة دائماً بينهم وبين سائقي السيارات، فالطرفان يتبادلان التهم لاختراقهما قوانين السير، طرف يبدي تأسفه لارصفة تركز عليها السيارات بدل ان يمر عليها المشاة وطرف آخر يلوم المشاة لأنهم يسيرون في الشوارع وكأنها ملك لهم، ولا يعترفون بدور الارصفة. وتعتبر قيادة السيارة اثناء النهار احدى المشاكل الرئيسية التي يعاني منها اللبناني يومياً. وعندما يلتقي صديقان او قريبان او زميلان في العمل فغالباً ما تحمل الثواني الاولى للقائهما احاديث محورها زحمة السير واعمال شق الطرقات وعدم تقيد اللبناني عامة بقوانين السير، مثلما يفعل البريطانيون بالطقس في بداية تحادثهم.

وتحاول شريحة من اللبنانيين تقديم النصائح للآخرين او تلقينهم دروساً في فن القيادة. ولا يتوانى بعضهم عن الترجل من السيارة احياناً والقيام بدور شرطي السير، معلناً عدم مراعاة السائقين لقوانين السير، فيبدأ باعطاء اشارات بالسير لهذا، ليحول سيره، ولذاك ليتابعه ولآخر للتوقف.

ويؤكد أحد المسؤولين في مخفر في بيروت ان غالبية شكاوى السير المقدمة لديهم، محورها تصادم في الكلام بين جار وجاره، او بين مار وسائق، او بين شرطي ومواطن يوقف سيارته في وسط الطريق غير عابئ بأحد. وفي بعض الاحيان تتطور المواقف بين الطرفين وتأخذ منحى مغايراً فتتحول من تلاسن خفيف الى شجار عنيف يؤدي الى التلاكم او الضرب ومن ثم تدخل الشرطة. وكان مطلع السنة الحالية قد شهد جريمة قتل سببها «تشفيط» بالسيارة.

وتحمل محطات يوم كامل مشاهد لا تخلو من الطرافة تحصل على الطرقات الرئيسية او المتفرغة منها. فتكون عبارة عن تابلوهات متحركة ترافقك اثناء قيادة السيارة كاجتياز احد المسنين مثلاً الطريق امامك وهو يدخن سيجارته وكأنه في صحراء قاحلة، او رؤية شرطي سير يرجو سيدة شاردة ان تواصل القيادة فيبدأ بالصفير، او تقديم الاحترامات لها من دون جدوى، وكأن سيارتها مثبة على الارض باللاصق العجيب! وتجدر الاشارة الى ان هناك اربعة من اصل عشرة سائقين هم من الجنس اللطيف في لبنان.

وترى الاختصاصية النفسية ماري كريّم ان انفعال اللبناني الملحوظ اثناء قيادته سيارته يعود الى الضغوط الحياتية اليومية التي يعيشها، مشيرة الى انها تنصح عدداً من مرضاها باغلاق نوافذ السيارة باستمرار ليقطعوا الطريق على سماعهم عبارة او كلمة من سائق آخر قد تخدش احساسهم وتشعل فتيل التوتر لديهم.