حملة ضد السمنة في لبنان تثير حساسية أصحاب الوزن الزائد

TT

ابدى اصحاب الوزن الزائد انزعاجهم من الاسلوب الترويجي للحملة الوطنية ضد السمنة التي تنظمها وزارة الصحة منذ حوالي الشهر. واعتبروا الاعلان التسجيلي الذي يبث بكثافة عبر الاذاعات لتكملة اهداف الحملة يسيء الى شخصهم لما يحمل مضمونه من تهكم، فيصورهم مجرد اشخاص يعيشون على هامش المجتمع هوايتهم تناول الطعام وسرد النكات غير آبهين بوضعهم الصحي.

وأعلنت الاعلامية هلا المر عبر برنامج تقدمه في احدى اذاعات «الاف. ام»، متحدثة باسم اصحاب الوزن الزائد، لأنها كانت واحدة منهم قبيل اتباعها نظام حمية قاس، ان هذه الحملة تخدش شعور الشخص السمين وتشعره بأنه غير منتج وان كان يتصف بخفة الظل ويحمل معه الامراض، كيفما تحرك، مع ان هناك ايضاً اشخاصاً من وزن الذبابة «خفيفي الظل» مصابون بأمراض السكري والكوليسترول وغيرها! وأكدت المر لـ «الشرق الأوسط» ان الاعلان بحد ذاته يسيء الى اهل السمنة ليس لأنها واحدة منهم وانما لأن اسلوب التوعية الحضاري، يفرض معطيات وخطة مختلفة لاسيما ان اسباب السمنة تعود الى مشاكل نفسية يعاني منها السمين ويتأثر بها سلبياً اكثر من غيره. وكانت وزارة الصحة في لبنان قد بدأت حملتها هذه منذ اسابيع قليلة لحث اصحاب الوزن الزائد على الالتفات الى مشاكل صحية قد يتعرضون لها من جراء السمنة. وتبث وسائل الاعلام اعلانات توجيهية بهذا الخصوص وبينها اعلان اذاعي مفاده ان اصحاب الوزن الزائد خفيفي الظل لكنهم معرضون للإصابة بالكولسترول وامراض السكري والقلب وينتهي الاعلان بعبارة «خفف وزنك يطول عمرك!».

وكان الاعلامي زافين قيوميجيان مقدم برنامج «سيرة وانفتحت» على قناة المستقبل قد خصص حلقة تناول فيها الوزن الزائد وعمليات تصغير المعدة، مستضيفاً طبيبين متخصصين في الجراحة العامة، وقد ذكر احدهما انه اجرى حوالي 400 عملية جراحية مشابهة حتى اليوم.

وفي اتصال مع الدكتور وجيه نون، اختصاصي الجراحة العامة والبارياتيك (ازالة الوزن الزائد) اكد ان هناك نسبة لا يستهان بها من اللبنانيين المصابين بالوزن الزائد وانه اجرى حتى الآن سبعمائة عملية لتضييق باب المعدة، ثلاثون منها بواسطة الحلقة البلاستيكية وحوالي الستمائة عن طريق الدرز المكني و50 جراحة بطريقة مستحدثة في لبنان ترتكز على ايصال المصران الغليظ بباب رأس المعدة وبرأيه هي الافضل ارتكازاً الى دراسات عالمية. اما كلفة هذه العمليات فتتراوح ما بين الألفين والثلاثة آلاف دولار اميركي.