تعنيف الفاتيكان لتبخيسه فعالية الواقي الذكري في منع الإصابة بالإيدز

TT

يقول الفاتيكان إنه «لا توجد ممارسة جنسية آمنة»، وزعم أن فيروس الإتش آي في، الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض الإيدز «يمكن أن يخترق الواقي الذكري ويصيب الإنسان». جاء ذلك في ورقة نشرها الكاردينال ألفونزو لوبيز تروجيلو، رئيس مجلس الفاتيكان لشؤون العائلة، مستندا في ادعاءاته إلى بعض الحجج العلمية. وقد قضى فريق برنامج «بانوراما» الذي أذاعه مساء أمس تلفزيون «بي بي سي» البريطاني، ستة أشهر في البحث للتحقق العلمي مما يقوله الكاردينال حول علاقة فيروس الإتش آي في بالواقي الذكري.

وقد صرح الكاردينال ألفونزو المعروف بتشدده حول قضايا منع الحمل لبرنامج بانوراما العام الفائت، حسب «بي بي سي» أمس، قائلا « فيروس الإيدز أصغر بمقدار 450 مرة من ثقب الواقي الذكري. ويعرف العلماء أن هناك درجة من عدم اليقين ربما تتراوح بين 15 و20 في المائة». وقال «إننا عندما نتحدث عن الممارسة الجنسية الآمنة، فكأنما نمارس لعبة الروليت الروسية مع الإيدز». وأعرب عن اعتقاده بأن «بث قيم العائلة أكثر فعالية في محاربة الإيدز من الموانع الجنسية». وضرب مثلا على ذلك بأوغندا حيث أنخفضت نسبة الإيدز نتيجة للعزوف الجنسي والزواج الأحادي.

ورغم المعارضة الشديدة من الجماعات المعارضة للإجهاض، رفض الفاتيكان قبول أي نوع من الواقيات. كما أنه رفض التنازل رغم وجود معارضة داخل الكنيسة للتحريم الكلي للموانع الجنسية.

وفي ورقة كتبها للرد على ادعاءات الكاردينال، قال بول نيلسون، رئيس لجنة الإتحاد الأوروبي للتنمية والعون الإنساني: إن موقف الفاتيكان يعبر عن تعصب ديني مذموم. وقال «إنهم يؤذون البشر، ويعرضون للأخطار الماحقة أرواح الملايين من البشر». واضاف بول نيلسون «هنا يدخل الهوس الديني في الحوارات الكبيرة التي لا أرى له مكانا فيها». وعبر نيلسون عن إدانة قوية لمواقف الفاتيكان. وأشار إلى «افتقاره لحب البشر وعجزه عن التفكير الجاد في الشرط الإنساني».

وقال إن الفاتيكان يفرض على الناس خيارات فظيعة «فأنت إما تعزف عن الجنس أو تحرم من مباركة الكنيسة». وقد رفض الفاتيكان إجراء مقابلة مع سلطاته من قبل فريق البرنامج. ولكن القس المساعد بريودي جانيرو، قال للفريق «إن الناس مخدوعون بمزاعم أن الواقيات الذكرية تقي من الإيدز». وقال: «أي أم يمكن أن تسمح لابنها بالصعود إلى الطائرة إذا كانت تعرف أن احتمالات سقوطها تصل إلى 15 في المائة؟».