وزير الثقافة المصري يصف قتل شيخ النحاتين المصريين بـ «الجريمة البشعة» وينعاه

TT

شيعت الاوساط الثقافية والفنية في مصر أول من امس جثمان شيخ النحاتين المصريين الفنان عبد البديع عبد الحي، 88 عاما، الذي لقي حتفه على أيدي شقيقين عاطلين تسللا الى شقته فجر أول من امس بحي مصر القديمة. ولما لم يجدا شيئا يسرقانه طعناه 14 طعنة بسكين أودت بحياته في الحال.

وشكل موت الفنان الراحل صدمة لدى المثقفين والفنانين المصريين. وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» نعى وزير الثقافة المصري فاروق حسني شيخ النحاتين المصريين قائلا: كان بالنسبة لي احد الملهمين العظام وبخاصة في نمط ابداعه وعصاميته في الفن وفي الحياة، فضلا عن تميزه الشديد في التعامل مع مختلف مواد النحت من الغرانيت القاسي الى الحجر الجيري المطيع. انه يمثل جيلا لا يتكرر كثيرا، جيل المغامرين، من الفنانين الذين وضعوا انفسهم في تحد امام تلامذه فناني عصر النهضة على الضفة الاخرى من المتوسط».

واضاف حسني «سعدت بصحبته وتكريمه في سمبوزيوم النحت الدولي في اسوان، وأسفت كثيرا وتألمت للطريقة البشعة والمؤلمة التي غادر بها الحياة، فلم يكن ليستحقها هذا المبدع المدهش الذي يحمل قلب طفل وصلابة صخر في يديه».

ولد الفنان الراحل في 30 يونيو (حزيران) 1916 بمدينة ملوي بمحافظة المنيا في جنوب مصر، واشتهر بعصاميته وتلقائيته الفطرية في ابداع التماثيل من الخامات المختلفة، وفاز بالعديد من الجوائز القومية والدولية، منها وسام الفنون المصري من الطبقة الاولى. كما كرمه سمبوزيوم اسوان الدولي لفن النحت، وأصدر عنه كتابا تذكاريا بهذه المناسبة في دورته عام 2002.

وبعد وفاة زوجته عاش الفنان الراحل بمفرده في منزله الذي ظل مفتوحا للفنانين والكتاب الذين كانوا يلتفون حوله يفيدون من عطائه الفني الكبير ويتنسمون في روحه الشابة محبة الحياة والفن.

وقد تمكنت الشرطة المصرية من القبض على المتهمين بعد اقل من 12 ساعة لارتكابهما جريمتهما البشعة.