الكاميرون: منادي القرية ببوقه مذياعها في زمن الكوليرا

TT

فيسيت (الكاميرون) ـ رويترز: يحمل منادي القرية بوقا ويستعين بصوته الجهوري لنقل رسالة قد تنقذ أرواحا في الكاميرون.. يظهر المنادي أول الليل عندما تمتليء الشوارع بالمزارعين العائدين الى منازلهم والصبية الذين يحملون الحطب والفتيات اللاتي يحملن دلاء المياه ويبدأ في استخدام البوق. وينادي قائلا «عندما تعودون لمنازلكم بعد يوم العمل في الحقل لا بد أن تغتسلوا. اغسلوا أيديكم دائما قبل الاكل وبعده».

ومنادي القرية من العناصر الرئيسية في المعركة ضد الكوليرا.. ذلك المرض المعوي الفتاك الذي ينتشر عبر المياه والأطعمة الملوثة والذي ظهر في هذا الجزء من الكاميرون لأول مرة منذ عام 1997.

ظلت افريقيا خالية من الكوليرا لمدة أكثر من قرن عندما هاجم المرض المناطق الغربية عام 1970. وانتشر المرض سريعا وأصبح في نهاية الامر وباء في أغلب أجزاء القارة. وأصاب المرض الذي يؤدي سريعا لجفاف حاد ثم يفضي للوفاة 6400 شخص على الاقل وتسبب في وفاة أكثر من 130 في الكاميرون هذا العام طبقا للاحصاءات الحكومية. كما يساهم نقل الجثث والمرضى بين القرى والمراكز الصحية في انتشار المرض.

وفي بعض الأنحاء بالكاميرون يعتبر الناس الكوليرا لعنة ويلجأون لمشعوذين للعلاج منها أو يتركون المرضى يموتون في حين يرتاب البعض في المستشفيات ويرفضون التوجه اليها.