تجري اجهزة الأمن البريطانية والأرجنتينية تحقيقا مكثفا حول مزاعم تعرض الأمير البريطاني هاري لمحاولة اختطاف مسلحة في الأرجنتين من قبل عصابة لأخذه كرهينة او حتى قتله، في الوقت الذي قطع الأمير الشاب اجازته التي كان يقضيها في مزرعة للماشية تبعد حوالي مائة كيلومتر من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس وعاد الى وطنه اول من امس. وكانت صحف بريطانية قد اوردت خبر محاولة الاختطاف المزعومة على صفحاتها الأولى، غير ان قصر باكنغهام الملكي في لندن وصف تلك التقارير الصحافية بأنها «مستهترة».
وقال متحدث باسم الأمير هاري، النجل الأصغر لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا، «رأيت العناوين الرئيسية للصحف، انها مستهترة الى حد كبير». لكن المتحدث حين سئل عن مؤامرة الخطف المفترضة اجاب «نحن لا نعلق مطلقا على مسائل أمنية». ونشرت صحيفة «التايمز» البريطانية القصة في صدر صفحتها الأولى امس بعنوان رئيسي «تهديد بالخطف يجبر الأمير هاري على العودة الى الوطن».
ونقلت صحيفة «الديلي اكسبريس» اللندنية عن صحيفة «باجينا 12» الأرجنتينية عن مصادر في وزارة الخارجية والشرطة الارجنتينيتين ان قاتلا معروفا في عالم الاجرام المحلي أمد السلطات الأرجنتينية بمعلومات سرية عن مؤامرة لخطف الأمير البريطاني تقوم بها عصابة اجرامية منافسة. وذكرت الصحيفة الارجنتينية ان القاتل المشتبه ذهب الى مكتب القاضي في بلدة سالاديللو واخبره ان عصابة اجرامية تخطط لخطف الأمير البريطاني او محاولة قتله لخلق حالة هيجان داخل الأرجنتين وفي العالم مما يسبب استقالة او اقالة وزير الأمن الأرجنتيني ليون ارسلانيان. وقال المخبر للسلطات ان العصابة تعرف ان الأمير هاري يتهرب من حراسه الشخصيين ويذهب بشكل منتظم الى حانة في قرية سلفادور ماريا التي تبعد حوالي ثلاثة كيلومترات من المزرعة، وهناك ستحاول العصابة خطفه.
وقال ضباط شرطة ارجنتينيون كانوا يحرسون مزرعة «ايل ريمانسو» الشاسعة التي كان الأمير الشاب يقيم فيها والواقعة في لوبوس بمنطقة بامبا في جنوب غرب العاصمة بوينس ايرس، انهم ردوا بالرصاص على اعيرة نارية اطلقت بالقرب من المزرعة، لكن الأمير هاري لا علاقة مباشرة له بذلك.
غير ان صحيفة «باجينا 12» قالت ان الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء ليل الأربعاء الماضي بعد ان اشتبهوا بوجود خاطفين قرب المزرعة. واوردت صحيفة «الديلي اكسبريس» البريطانية امس القصة على صفحتها الأولى قائلة ان الشرطة الأرجنتينية اصرت على مغادرة الأمير هاري للبلد لأن وجوده هناك اصبح يشكل خطرا امنيا عليه.
وكان الأمير هاري،20 عاما، قد سافر الى الارجنتين لكي يتعرف على طبيعة الحياة في مزارع الماشية هناك ولكي يبتعد عن الأضواء التي سلطت عليه بعد حادث المشاجرة التي حدثت بينه وبين احد المصورين امام احد النوادي الليلية في لندن الشهر الماضي. ولم تصدر السفارة البريطانية في بوينس ايرس تعليقا على حادث الاختطاف المزعوم.