ممثلون يشتمون الجمهور في باريس والجمهور يصفق لهم

TT

بينما تطرح الحكومة الفرنسية فكرة تجريم الشتائم ذات الطابع العنصري (ضد العرب واليهود) او الجنسي (ضد النساء والمثليين)، يقدم مسرح المدينة في باريس عرضا لفرقة بلجيكية يشتمل على الكثير من السفاهة والخروج على خط احترام جمهور المشاهدين ويعج بالشتائم والسباب من كل نوع.

ويحاول مخرج مسرحية «الجسد الصارخ» جان فابر ان يدرج عرضه الجريء هذا في خانة الفن الحر الهادف الى تحطيم الانماط المتعارف عليها، والساعي الى استفزاز الممثل ثم المتفرج.

لكن الصحافة الفرنسية وصفت العرض بـ«الرخيص» و«الممل»، وشن بعض النقاد هجوما على الجمهور الذي ظل، في غالبيته، جالسا يتابع المسرحية باذعان، ويتلقى الشتائم المقذعة بدون ان يرد عليها. كما انتقدت صحف اليمين وزير الثقافة رونو دونديو دو فابر الذي حضر العرض المسيء للذوق وشارك في دعمه.

وفي حين يغادر عدد من المشاهدين قاعة العرض، كل ليلة، بعد ربع الساعة الاول من بدء المسرحية، فان غالبية الحضور يتحملون الوانا من الاهانات، تصل الى حد تبول الممثلين والممثلات على المسرح وتطاير الرذاذ على الجالسين في الصفوف الاولى من المسرح، الذي يعتبر واحدا من اشهر صالات الفن في باريس واكثرها نشاطا. وقال ناقد صحيفة «الفيغارو» ان الجمهور الذي يغلب عليه سن الشباب، تصرف بخنوع لم يكن معهودا لدى جمهور المسرح في فرنسا قبل سنوات.

وشمل النقد الممثلين والممثلات الذين وافقوا على امتهان المخرج لكراماتهم واجسادهم، بحيث اجبرهم على التبول بشكل حقيقي امام الجمهور، واقام شاشة عملاقة تتولى تكبير المشهد في عمق خشبة المسرح، كما طلب من احد الممثلين ان يشرب بوله. وقابل المتفرجون كل تلك الافعال بالضحك والمرح والتصفيق.