وفاة جون ميلز أحد عمالقة السينما والمسرح البريطاني

أدى أدوارا في 100 فيلم وحصل على الأوسكار عن فيلم «ابنة رايان»

TT

توفي ليلة أول من أمس الممثل البريطاني الشهير جون ميلز عن عمر ناهز97 عاما قدم خلالها أدوارا لأكثر من 100 فيلم توجت عام 1971 بجائزة أوسكار عن فيلم «ابنة رايان» Rayan"s Daughter الذي أدى فيه دور أبله القرية في ايرلندا. وعلق على جائزته قائلا آنذاك: «ليست ممن يشجبون الأوسكار. أحببت دائما المنافسة والجوائز».

وتضمنت قائمة أعماله العديد من الأفلام الكلاسيكية مثل «Iced Cold in Alex» مع سيلفيا سيمز و«Great Expectation» و«The Family Way»، الذي شاركته فيه التمثيل ابنته هيلي، وغيرها من الأفلام الكلاسيكية. توفي السير جون في بيته الكائن في مقاطعة بكينغهامشاير الى الغرب من لندن بعد عناء قصير مع المرض.

وبالرغم من أنه كان شبه أعمى خلال العقد الأخير من حياته، إلا انه استمر في تأدية أدواره السينمائية، التي كان آخرها عام 2003 عندما قام بدور شخص يتعاطى المخدرات في فيلم «Bright Young Things». وقال عنه أمس زميله وصديقه الحميم الممثل والمخرج اللورد ريتشارد أتنبره: لا يوازيه أحد. لقد أدى أدوارا بشكل رائع وعظيم رغم اختلافها. لم يكن ممثلا فحسب، بل إنسانا أحبه جميع من عمل معهم، من المخرجين الى الممثلين إلى عمال الكهرباء والنجارة العاملين في الفيلم». بدأ السير جون، الذي عمل والده في التدريس، مهنته كممثل مسرحي عام 1929 على خشبة مسرح «هيبودروم» في لندن، ولكن كأحد أعضاء فرقة الغناء. إذ كان يتقاضى أربعة جنيهات استرلينية في الأسبوع، وكان يقوم في النهار ببيع مواد التنظيف لربات البيوت. وقال في إحدى مقابلاته التلفزيونية انه كان ينظم يومه بحيث يتسنى له أن يكون بائعا متجولا يتقاضى بعض النقود في الصباح، ويتعلم رقص النقر بالأرجل بعض الظهر، ويؤدي دوره في فرقة الغناء على المسرح في المساء. ولكنه بدأ يقوم بأدوار سينمائية أكثر جدية بعد أن لاحظ المخرج نول كوارد قدراته التمثيلية خلال قيامه في جولة مع فرقة غنائية في سنغافورة، ومنحه بعدها دورا في فيلم «كلمات وموسيقى» ودورا رئيسيا في مسرحية «حلم في ليلة صيف». وتسببت الحرب العالمية الثانية في توقف أدواره الشكسبيرية المسرحية، حيث انخرط في السلاح الهندسي الملكي، إلا أنه تمكن من مزاولة مهنته في التمثيل من خلال قيامه بأدوار في أفلام صارت كلاسيكية مع مرور الزمن.

وتزوج السير ميلز من الكاتبة ماري هيلي بيل عام 1941 والتي ما زالت على قيد الحياة. كما دخل أطفاله الثلاثة جوليات وهيلي وكرسبين معترك التمثيل، حيث قام السير جون بأحد أدواره السينمائية أمام ابنته هيليٍ. ورغم الأدوار السينمائية الكثيرة التي قام بها، إلا انه، كما قال الكثير من أصدقاء وزملاء المهنة في تأبينهم له، إنه عشق المسرح، وقدم أدوارا في مسرحيات «The Good Companion» و«Separate Tables» و«Little Lies» و«Goodbye Mr. Chips». وقال عن عمله المسرحي: «لا يوجد شيء أجمل من سماع ضحكات المشاهدين وأنت تؤدي دورك على المسرح».

وفي تأبينها له في صحيفة «ذي صنداي إندبندنت» كتبت سيلفيا سيمز، التي أدت أمامه دورا في «Iced Cold in Alex»: «إن «جوني» ينتمي إلى فئة خاصة من الممثلين الذين لا تهمهم النجومية، يقوم بأي دور يطلب منه تأديته، ان يكون بطلا أو جبانا، ولا يهمه تقديم صورة عن نفسه. لقد كان ممثلا ولم يكن نجما».