الفرنسي بيجار يحتفل بنصف قرن من الرقص

نهل من الثقافة العربية واستعان بموسيقاها

TT

اختار مصمم العروض الراقصة الفرنسي موريس بيجار اسم «الحب الرقص» عنوانا للحفلات التي تقدمها فرقته على مسرح قصر الرياضة في باريس اعتبارا من يوم غد الخميس. وتأتي هذه العروض احتفالا بمرور خمسين عاما على ظهور أول فرقة راقصة اسسها بيجار وحملت اسم «باليه النجوم».

وحقق بيجار شهرة عالمية بفضل اعماله التي تنهل من الحضارات المختلفة، وبالأخص الشرقية منها. ودخلت الموسيقى العربية وأغنيات أم كلثوم، وكذلك الموسيقى الفارسية، الى استعراضاته التي قدمها في السنوات الأخيرة. وهو أول فنان يؤسس فرقا للرقص تقبل الموهوبين من الشرق والغرب ومدرسة لتخريج راقصي الباليه الحديث، مجانا.

وأثار موريس بيجار ضجة عندما تسربت أنباء عن اعتناقه الاسلام على المذهب الشيعي. لكن المحيطين به أكدوا انه درس هذا الدين وتعمق فيه ليزداد اقترابا من جذوره، باعتباره يتحدر من جدة افغانية. وقد أعلن بيجار هذا الانتماء بنفسه اثناء حفل أقيم في مقر منظمة اليونسكو في باريس.

ولد بيجار في مرسيليا، جنوب فرنسا عام 1927، ورغم ان أباه كان فيلسوفا معروفا، فإنه تمرد على تقاليد الأسرة واتجه لتعلم الرقص على يد الفنانة الروسية مدام ايغوروفا، قبل ان ينتقل الى العاصمة باريس ويؤسس فرقته التي اصبحت عائلته منذ ذلك الوقت. وانتقل بيجار مع راقصيه الى بروكسل عام 1960 ليؤسس «باليه القرن العشرين»، ثم استقر منذ 1987 على ضفاف بحيرة ليمان في مدينة لوزان السويسرية، حيث افتتح مدرسة عالمية للرقص.

ونشر موريس بيجار العديد من الكتب في حقل الرواية والمذكرات والمسرح، وتلقى أوسمة رفيعة من دول عديدة، وما زال يعمل بهمة راقص شاب رغم اقترابه من الثمانين، ويرفض ان يتقاعد لأن «الانسان لا يتوقف عن الحب والفنان لا يموت إلا على المسرح».