مطالبة بحذف المقاطع «الدموية» من النشيد الوطني الفرنسي

TT

مع احتفال فرنسا بيومها الوطني، اليوم (الخميس)، تعود الى الواجهة بعض مظاهر التفاخر والسجال حول «الاستثناء الثقافي» الذي يرفع شعاره عدد من السياسيين والمفكرين، والمقصود به تلك اللمسة الخاصة التي تميز فرنسا عن نظيراتها في اوروبا، وفي العالم.

وأصدرت وزارة التربية الوطنية قرارا يقضي بأن يتعلم اطفال المدارس الابتدائية، بدءا من العام الدراسي المقبل، كلمات النشيد الوطني المعروف باسم «المارسييز». وهو نشيد ما زال يثير حماسة الفرنسيين رغم مرور اكثر من 200 سنة على تأليفه.

لكن فئة واسعة من المعلمين رأت في هذا القرار تناقضا مع التربية، التي تقوم على توطيد السلام بين الشعوب، خصوصا ان النشيد كتب في ظروف حربية وان كلماته تحرض على العنف وسفك الدماء. وارتأى بعض المربين حذف المقاطع «الدموية» من النشيد والحفاظ على ما يمثله كرمز تاريخي وباعث على حب الوطن والتضحية في سبيله.

وكانت فرنسا قد اعلنت الحرب على النمسا في ربيع عام 1792. وهي السنة التي طلب فيها عمدة ستراسبورغ وبعض جنرالات جيش الراين من الشاعر وعازف الكمنجة روجيه دوليل، ان يضع نشيدا حربيا لبث الحماسة في نفوس المقاتلين. وهكذا رأي «المارسييز» النور وتحوّل نشيدا لكل العصور.

وفي ربيع عام 1800 أنشده نابليون على جبل «سان برنار» لرفع معنويات جنوده في حملته على ايطاليا.

وتقول لازمة النشيد: «الى السلاح ايها المواطنون ـ شكلّوا سراياكم وسيروا ـ وليسق الدم غير النقي اخاديدنا».