خطاب الملك ورسالة كريستوفر

TT

في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني وجه الملك حسين خطابا الى الشعب حدد فيه معالم المستقبل بعد توقيع المعاهدة وبدء مفعول سريانها على الدولتين.

وجاء في خطاب جلالته:

«تعرفون جميعاً اننا ندخل مرحلة جديدة بعد ابرام معاهدة السلام مع اسرائيل وندخلها بالصدق نفسه الذي رسمنا فيه ملامح مرحلة سبقتها. فقد ناضلنا كي نحفظ الاردن وطن المهاجرين والانصار حرا موحد الروح والغاية واثرنا في كل مراحل عطاء هذا الوطن ان نقدم مصلحة الامة على مصلحة الاردن».

«وعندما وقعت المتغيرات التي تعرفون في السنوات الاخيرة وجدنا ان علينا خوض معركة السلام العادل والشامل والدائم وسرنا بروح الكبرياء الوطني في درب السلام. وبروح وطنية عالية تميزت بالاخلاص والوعي والتصميم، فاوض الاردنيون في مدريد وواشنطن وفي هذه المنطقة حتى وصلنا الى معاهدة السلام بيننا وبين اسرائيل. هذا السلام الذي قال فيه الشعب كلمته فكانت كلمة الاكثرية. وهو السلام الذي استعاد الاردن من خلاله سيادته كاملة على ارضه التي كانت محتلة، والذي اعاد له حقوقه المائية من احد الاطراف المعنية بأمر المياه والتي يأمل ويعمل في اطار تحقيق السلام الشامل على استعادة حقوقه فيها كاملة».

«اننا اذ نصر على معالجة المقدسات بأعلى درجات المسؤولية لندعو ونعمل من اجل قيام حالة من الحوار بين عباد الله اتباع الديانات السماوية يسبقه حوار بين المدارس الفكرية الاسلامية يوحد صفها جميعا، ويؤدي الى قيام علاقات الاخوة بين المؤمنين كما اراد الله عندما جعل القدس محجة انظارهم جميعا في وضع يحترم فيه بعضنا بعضا، ويحفظ حقوق المؤمنين جميعا فيها كل في ما يخصه، اما الولاية عليها فلا تكون الا لله سبحانه وتعالى ولا انتقاص في هذا من حقوق الفلسطينيين فيها بل هو تعزيز لسلام المؤمنين بالله من عباده وضمان لاستمرار هذا السلام».

«وانطلاقا من موقفنا هذا فسوف نستمر في تحمل مسؤولياتنا نحو مقدسات الامة في القدس الشريف الى حين الوصول الى الحل النهائي الشامل الذي يعيد الحقوق الى اصحابها وفق قرارات الشرعية الدولية. اما الذي في الوجدان تجاه المقدسات في القدس والخليل فهو خالد خلود مواقف الحسين بن علي وحضور دم عبد الله بن الحسين الطاهر على بوابة الاقصى الشريف». (انتهى خطاب الملك).

* رسالة كريستوفر

* بعد اتفاق وادي عربة واستقالة حكومتي الاولى، بعث اليّ وزير خارجية الولايات المتحدة وارن كريستوفر في 10 كانون الثاني / يناير 1995 بالرسالة الآتية:

عزيزي الدكتور المجالي:

فيما انت تخلي موقعك، ارجو ان تسمح لي بالاعراب عن اعجابي بما قمت به من خدمات لوطنك خلال حياتك العملية الطويلة والمتميزة.

ان توليك مناصب: رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع في المملكة الاردنية الهاشمية منذ عام 1993 كان بمثابة الجسر الذي يربط بين حقبتين. فخلال هذه الفترة كانت الانجازات اكبر بكثير مما يمكن تخيل تحقيقه في فترة مماثلة. فلقد وفرت يدك الخبيرة والمتمرسة في القيادة، النجاح لفريق المفاوضات الاردني في مدريد مرورا بالمفاوضات الصعبة والطويلة التي اثمرت في نهاية المطاف معاهدة السلام بين الاردن واسرائيل. والحكومة التي ترأسها هي الآن في طريقها الى تطبيق شروط معاهدة السلام التي ستقود الى المصالحة واعادة التوفيق بين شعبي البلدين الاردن واسرائيل. وخلال هذه العملية تغير المسرح الاقليمي بشكل لا عودة اليه. ويحق لك ان تفخر فخرا عظيما بهذا الانجاز.

«لقد اشرفت حكومتك على الانتخابات العامة الناجحة عام 1993 والتي تسجل كخطوة أخرى على نهج زيادة المشاركة السياسية للشعب الاردني. إننا نصفق لك على هذه الجهود التي تعتبر بمثابة مثال يحتذى للمنطقة.

«في هذه الاثناء عملنا معا على تحسين العلاقات بين حكومتينا. وهكذا تمكنا خلال الفترة التي توليت فيها المسؤولية من اعادة التعاون التقليدي بين بلدينا الى سابق عهده. «مرة أخرى، اصفق للمساهمات التي قدمتها لتحقيق الاستقرار والازدهار في الاردن والسلام في الشرق الاوسط خلال فترة توليك المسؤولية كرئيس للوزراء.

مع أحر تحياتي الشخصية».

وارن كريستوفر