«ميت ذا برس» أقدم البرامج التلفزيونية الأميركية.. وأشهرها

البرنامج تحول إلى مصدر للأخبار ومقدمه أشهر من المشاهير الذين يستضيفهم

TT

لقرابة 60 عاماً ظل برنامج «ميت ذا برس» Meet The Press (واجه الصحافة)، اقدم برنامج نقاش اخباري، بل واقدم برنامج في التلفزيون الاميركي، يقابل رؤساء اميركا وقادة العالم وكبار المسؤولين، ليس فقط للنقاش، ولكن ايضا لصناعة اخبار، عندما يقول هؤلاء اشياء مهمة، حيث استطاع البرنامج خلق سمعة فريدة باعتبار أن وكالات الأنباء تقتبس أخبارها عنه بشكل مستمر. وقبل ذلك كان اقدم برنامج نقاش اخباري في اذاعة «ان بي سي»، وكان يقدمه لورنس سبيفاك، ثم انتقل معه الى تلفزيون «ان بي سي». ومنذ 13 سنة ظل يقدمه تيم رسيت، الذي اصبحت شهرته ربما لا تقل عن شهرة البرنامج، لأنه بدأ مذيعا مع شركة تلفزيون «ان بي سي»، وهو الآن نائب رئيس الشركة للاخبار ومدير مكتب واشنطن ومحام ومقدم البرنامج. وقالت اكثر من جريدة ومجلة انه «احسن صحافي في واشنطن» او «احسن صحافي اميركي»، ونال ثلاثين شهادة دكتوراه فخرية من جامعات اميركية، بل وفاز بلقب «احسن أب» من ثلاث منظمات ومطبوعات اميركية، ربما لأن زوجته هي مورين اورث، صحافية اميركية مشهورة، وعندهما ولد واحد.

وقال صحافيون ومراقبون في واشنطن انه اصبح اشهر من المشاهير الذين يستضيفهم في برنامجه.

ومن الذين استضافهم البرنامج: الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، والرئيس الفلبيني فيردناند ماركوس، والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران، ورئيسة وزراء اسرائيل غولدا مائير، ورئيسة وزراء الهند انديرا غاندي، والرئيس المصري انور السادات. ومؤخرا الرئيس المصري حسني مبارك والملك عبد الله الثاني ملك الاردن، والرئيس العراقي المؤقت غازي الياور، والرئيس الباكستاني برويز مشرف.

وقابل كل الرؤساء الاميركيين من ايزنهاور حتى بوش الابن، وكل السيدات الاوائل في البيت الابيض بداية بزوجة الرئيس روزفلت، الينور، ونساء مشهورات مثل الممثلة جين فوندا (ايام حرب فيتنام التي عارضتها بشدة)، وكارولين كينيدي، بالاضافة الى وزيرتي الخارجية مادلين اولبرايت وكوندوليزا رايس.

وقال رسيت، مقدم البرنامج ان اهم مقابلة اجراها كانت مع الرئيس بوش الابن بعد ايام من هجوم 11 سبتمبر، عندما دعاه الى منتجع كامب ديفيد لمقابلة استمرت ساعة، وكانت اول مقابلة في تاريخ المنتجع تنقل حية، وقال رسيت انها كانت مليئة بـ«التاريخ والعواطف».

واضاف رسيت ان البرنامج «صنع التاريخ» في السنة الماضية عندما اعلن السناتور جون كيري في البرنامج ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الجمهوري، وعندما اعلن رالف نادر نفس الشيء كمرشح مستقل. وفي موسم الانتخابات، ومنذ اربع سنوات، يدعو البرنامج كل المرشحين لعضوية مجلس الشيوخ من ولاية معينة للحضور الى واشنطن والاشتراك في مناظرة بينهما. واعلنت كلية الصحافة في جامعة جنوب كاليفورنيا ان هذه فكرة جديدة، ومنحت البرنامج جائزة الابداع الصحافي في السنة الماضية.

وفي اول اسبوع من شهر مارس (آذار) الحالي اعلنت مؤسسة نيلسون لتقييم مشاهدة التلفزيون، ان البرنامج كان الاول وسط برامج المقابلات الاخبارية التلفزيونية خلال ذلك الاسبوع، لأن اكثر من اربعة ملايين شخص شاهدوه.

خلال عمر البرنامج، ظهر فيه اكثر من مائة رئيس وحاكم، واكثر من مائتي وزير خارجية. وكان جون فوستر دالس، وزير خارجية الرئيس ايزنهاور، اول واحد، وقال، اثناء البرنامج: «خطتي للفوز في مباراة السلام العالمي هي: اذا فشلت في اصابة الهدف، حاول مرات ومرات».

وقالت الممثلة جين فوندا، في سبتمبر (ايلول) سنة 1979، عن معارضتها للتدخل الاميركي في فيتنام، قبل ذلك بعشر سنوات: اعرف ان كثيرا من الناس لا يزالون ينتقدونني، بعد كل هذه السنوات، لأني ذهبت الى هانوي (عاصمة فيتنام الشمالية في ذلك الوقت)، وانتقدت الحرب من هناك. واعرف ان بعضهم غير اسمي من جين فوندا الى جين هانوي، لكني ما زلت مقتنعة بأن ظروف ذلك الوقت كانت تستدعي معارضة الحرب بأي طريقة، وانا اخترت السفر الى هانوي.

وفي يناير (كانون الاول) سنة 1969، قال جورج كريستيان، الذي كان متحدثا صحافيا باسم الرئيس جونسون، وبعد يوم من نهاية ادارة جونسون وبداية ادارة نيكسون، ان الدرس الذي استفاد منه هو ان الرئيس جونسون، مثل كل رئيس قبله وبعده، كان يغضب عندما ينتقده الصحافيون. واضاف: لكن بقاء هذه الجمهورية مرهون بهذا الغضب. وليحمينا الله يوم لا ينتقد الصحافيون الرئيس ويوم لا يغضب الرئيس منهم.

وبعكس ما يتوقع الكثيرون فإن البرنامج لا يعرض في وقت «الذروة» (برايم تايم)، بل بالعكس فهو يعرض في عطلة نهاية الأسبوع في التاسعة صباحاً كل يوم أحد.